عبد الرحمن سالم الفهمي 1\6
حافظة زبطرة هي إحدى محافظات تركيا. عاصمتها مدينة زبطرة تبلغ مساحتها 8,733 كم2 ويبلغ عدد سكانها 513,681 نسمة كما يبلغ معدل الكثافة السكانية 58/كم2 تقع في جنوب غرب تركيا
الفتح الإسلامي لعمورية
فتح عمورية او الفتح الإسلامي لعمورية, أحد أهم المعارك في التاريخ الإسلامي, والتي تعد من أخر اقوي الفتوحات الإسلامية ضد الدولة البيزنطية والتي انتهت بفتح مدينة عمورية العتيدة, وذلك علي أثر غزو الامبراطور ثيوفيل لمدينة زبطرة.
الغارة البيزنطية علي زبطرة وملطية
عندما أوشك بابك علي الهزيمة أرسل إلي ثيوفيل, علي أمل أن يمد له يد المساعدة, وقد أخبره أن المعتصم قد وجه إليه كل جيوشه "حتى لم يبقي أحد علي بابه فإن أردت الخروج إليه فاعلم أنه ليس في وجهك أحد يمنعك؛ طمعاً منه بكتابه ذلك إليه في أن ملك الروم إن تحرك انكشف عنه بعض ما هو فيه بصرف المعتصم بعض من بإزائه من جيوشه إلى ملك الروم، واشتغاله به عنه" . ويعتبر هذا هو السبب الرئيسي وراء هجوم ثيوفيل علي زبطرة وملطية, والذي اتسم بالوحشية الشديدة, ولعله أيضا أراد الانتقام من الخلافة, وخصوصا بعد ازلال المأمون له, ورفضه لطلبه بالصلح.
قصة المرأة الهاشمية
وقد ذكر ابن الأثير أن " أن امرأة هاشمية صاحت، وهي أسيرة في أيدي الروم: وامعتصماه " , وعلي ما يبدو ضعف تلك الرواية, وذلك لعدة أمور منها, أن المؤرخين الذين ذكروا قصة المرأة اختلفوا هل هي هاشمية أم لا؟, فبينما يذكر ابن الأثير أنها هاشمية يذكر العصامي" أن رجلا وقف على المعتصم حال شربه وقال: يا أمير المؤمنين كنت بعمورية وجارية من أحسن النساء أسيرة قد لطمها على وجهها علج فقالت: وامعتصماه" , وكذلك ابن الجوزي في المنتظم , ونجد الاختلاف في كونها هاشمية أم لا في كثير من كتب المؤرخين والأدباء, فنجد القلقشندي يذكر رواية ذات طابع أدبي بديع عن تلك الشريفة التي أسرها الروم . كذلك فإن تلك الرواية لم يذكرها المعاصرون, فنجد أن الطبري لم يذكر تلك الرواية, كذلك فإن المسعودي يذكر أنه عند وصول نبأ الغارة " فدخل إبراهيم بن المهدي على المعتصم، فأنشده قائماً قصيدةً طويلةً يذكر فيها ما نزل بمن وصفنا ويحضه على الانتصار ويحثه على الجهاد" .
[عدل] معركة الأفشين مع الإمبراطور البيزنطي ثيوفيل
حين علم ثيوفيل بتوجه الأفشين إليه, سارع بالتوجه إليه ومعه قسم من جيشه, وجعل أحد أقاربه علي الباقي, وألتقي مع الأفشين في معركة هائلة في صباح الخميس 25 شعبان 223هـ عند مدينة دازيمون , وكان النصر حليف البيزنطيين في بداية الأمر لكن الأمر تغير بعد الظهر" فلما كان الظهر رجع فرسانهم، فقاتلونا قتالاً شديداً حتى حرقوا عسكرنا، واختلطوا بنا واختلطنا بهم؛ فلم ندر في أي كردوس الملك" وكانت المعركة شديدة حتى أن الإمبراطور لم ينجو إلا بصعوبة شديدة, ولم يظهر إلا في اليوم الثاني, فلم رجع وجد هروب كثير من جنده, وربما مرجع ذلك لظنهم بموته, فما كان منه إلا أن قتل قريبه الذي استخلفه علي الجند, وبعث في المدن بإرسال الجنود الفارين إلي قتال المسلمين, بعد جلدهم, ووجه خصيا له مع الجنود للدفاع عن أنقرة " فجاء الخصي إلى أنقرة، وجئنا معه، فإذا أنقرة قد عطلها أهلها، وهربوا منها، فكتب الخصي إلى ملك الروم يعلمه ذلك، فكتب إليه الملك يأمره بالمسير إلى عمورية" , أما عن الملك فقد أتخذ طريقه إلي نيقية ومنها إلي دوريليوم . == فتح أنقرة والمسير إلي عمورية ==
بعدما انتصر الأفشين توجه إلي أنقرة, فوجدوا قد هجرت, كما ذكرنا, فأحتلها, وخربت المدينة, وتوالي قدوم القوات إلي أنقرة وبعد سقوط أنقرة أمر ثيوفيل بتركيز القوات في عمورية من أجل الدفاع عنها, وقام بتعيين قائد قدير وهو ياطس وقام بآخر محاولة من أجل إنقاذ عمورية, فأرسل سفارة إلي المعتصم يعده أن يسلم كل من قام بعمل تخريبي ضد زبطرة, وبناءه لزبطرة علي نفقته الخاصة, فرفض المعتصم عرض ثيوفيل. قام المعتصم بإعادة تقسيم القوات " ثم صيّر العسكر ثلاثة عساكر: عسكر فيه أشناس في الميسرة، والمعتصم في القلب، والأفشين في الميمنة؛ وبين كل عسكر وعسكر فرسخان، وأمر كل عسكر منهم أن يكون له ميمنة وميسرة" , وأمر بتخريب جميع القرى علي طول الطريق إلي عمورية. تواصل قدوم الجيوش إلي عمورية, وكان أول من وردها أشناس, وعند تكامل القوات,قام المعتصم بتوزيع أبراج المدينة علي قواده ليتولوا مهاجمته, علي قدر ما معه من قوات, وتشير المصادر العربية إلي ظهور عربي متنصر كان قد أسره البيزنطيون فتنصر وتزوج منهم وعاش في عمورية, وعندما علم بقدوم الخليفة, اختبأ خارج المدينة, وسارع بالاتصال بالخليفة المعتصم, اخبره عن نقطة ضعف في سور المدينة, حيث كان هناك موضع في السور هدم نتيجة سيل شديد, وتواني الحاكم في بناءه, وعندما علم بمرور الإمبراطور بناه بغير إحكام, فانتهز المعتصم ذلك وأمر بتركيز الرمي بالمنجنيق علي هذا الموضع, حتى تصدع السور, ولكن قاوم أهالي عمورية بشجاعة "فلما رأى أهل عمورية انفراج السور، علقوا عليه الخشب الكبار، كل واحد بلزق الأخرى؛ فكان حجر المنجنيق إذا وقع على الخشب تكسر، فعلقوا خشباً غيره، وصيروا فوق الخشب البراذع ليترسوا السور" وعموما لم يفد هذا كثيرا فقد انصدع السور, الأمر الذي كان له أثره علي ياطس, فحاول ياطس مراسلة الإمبراطور, عن طريق جاسوسين فشلا في اختراق حصار المسلمين, وتم وقوع الخطاب في أيدي المسلمين, وعلي ما ذكر الطبري فإنه كان ينوي الهروب, وعلي ما يبدو أن المعتصم استغل الخطاب في حرب نفسيه ضد ياطس والمقاومين داخل المدينة " فقالا: ياطس يكون في هذا البرج، فأمر بهما فوقفا بحذاء البرج الذي فيه ياطس طويلاً، وبين أيديهما رجلان يحملان لهما الدراهم وعليهما الخلع، ومعهما الكتاب حتى فهمهما ياطس وجميع الروم، وشتموهما من فوق السور" , وقام بعدها المعتصم بتشديد الحصار والدوريات حول المدينة حتى لا يستطيع أحد الخروج أو الدخول. كانت عمورية مدينة شديدة التحصين يوجد بها 44 برج, ويحيط بها خندق, لكن انهدام السور في الموضع الذي دل عليه العربي المتنصر, اضعف من موقف المدافعين, كذلك فقد احتال المعتصم لكي يتغلب علي مناعة الخندق " دبر في ذلك أن يدفع الغنم إلى أهل العسكر إلى كل رجل شاة فيأكل لحمها، ويحشو جلدها تراباً ثم يؤتى بالجلود مملوءة تراباً؛ حتى تطرح في الخندق" , وقد كان لذلك بالتأكيد أثره في رفع معنويات الجنود, وساعد في ردم الخندق. قام المسلمون بمهاجمة الموضع المتهدم في السور, فأول من هاجم السور أشناس, وفي اليوم الثاني الأفشين, وقد كان الهجوم موفق في اليوم الثاني أكثر من اليوم الأول, الأمر الذي جعل أشناس يحقد علي قواده, وقام بتوبيخهم أشد التوبيخ علي تقصيرهم في مهاجمة السور في اليوم الأول, ولكن مرجع ذلك لم يكن حقا إلي مهارة الأفشين فحسب, ولكن كان لان من قاتل في اليوم الأول من المدافعين هم أنفسهم من قاتل في اليوم الثاني, وهم من قاتل في اليوم الثالث, فنجد الطبري يذكر عن القتال في اليوم الثالث " فلما كان في اليوم الثالث كانت الحرب على أصحاب أمير المؤمنين خاصة، ومعهم المغاربة والأتراك، والقيم بذلك إيتاخ، فقاتلوا فأحسنوا واتسع لهم الموضع المنثلم", الأمر الذي كان له أثره علي القائد المكلف بهذا الموضع, فقد كثر الجرحى والقتلى في صفوف قواته, في حين أن جنود المسلمين المهاجمين يتغيرون كل يوم وهم في حالة معنوية جيدة, خاصة بعد انفراج السور, وهو ما ِأشار إليه الطبري, وعندما طلب المدد من ياطس وباقي القواد لم يمده أحد, وربما لا يرجع ذلك إلي تخاذل منهم, ولكن ربما يرجع إلي شدة هجمات المسلمين علي باقي الأبراج وسور المدينة, وعندها لم يجد بدا من التسليم فخرج وسلم ما كلف بالدفاع عنه, مقابل الأمان له ولجنوده, وبذلك أنتهي حصار المدينة الذي استمر 12 يوما في 12 أغسطس 839م-18 رمضان 223هـ. فاستباحها المسلمون, وقام المعتصم بقتل ياطس, و بلغ من كثر السبي والمغانم أن أمر المعتصم " ألا ينادى على السبي إلا ثلاثة أصوات، ليتروح البيع، فمن زاد بعد ثلاثة أصوات، وإلا بيع العلق؛ فكان يفعل ذلك في اليوم الخامس؛ فكان ينادي على الرقيق خمسة خمسة، وعشرة عشرة، والمتاع الكثير جملة واحدة " , " وجاء ببابها إلى العراق وهو باق حتى الآن منصوب على أحد الأبواب دار الخلافة وهو الباب الملاصق مسجد الجامع في القصر" . وهنا يبدر لنا تساؤل أين كان ثيوفيل أثناء حصار المعتصم لعمورية؟ ولماذا لم يحاول فك الحصار تركها لمصيرها؟ هل كانت مواجهة مع الأفشين حاسمة بشكل أعجزه عن تجميع قوات؟ أم هو عامل الوقت؟, كل ما استطعت التوصل له هو رأي بأن ثيوفيل توجه للقسطنطينية لسماعه بخبر مؤامرة عسكرية ضده . وقد قيل أن المعتصم كان ينوي المسير إلي القسطنطينية ومحاولة فتحها, ولكن ما دلت عليه الأحداث السابقة, والتالية تنفي هذا الرأي, فقد أنشغل المعتصم بالفتن الداخلية, و خاصة فتنة خلق القرآن, وعموما لم يدم العمر بالمعتصم لتنفيذ هذا المشروع لو صح بأنه كان ينوي ذلك. أما ثيوفيل, فقد توجه إلي الغرب باحثا عن المساعدة, وقد راسل الأمير الأموي, عبد الرحمن الثاني, يعرض عليه التحالف , كذلك فقد أرسل إلي البندقية وإلي ملك الإفرنج يطلب النجدة, واستمرت المناوشات بين العرب والبيزنطيين, حتى عام 841م حينما أرسل الإمبراطور البيزنطي هدايا إلي الخليفة واقترح تبادل الأسرى, ولم يرضي المعتصم بحصول الفداء رسميا ولكنه أرسل هدايا أكثر ووعد بأن يطلق ضعف عدد الأسرى المسلمين الذين يطلقون, وعلي هذا الأساس حصلت الهدنة .
من ويكيبيديا الرابط
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A_%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9[img][/img]