منتدى التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التاريخ

منتدى الاستاذ هاني باحارث الخاص بكل مايتعلق بالتاريخ من كتب وصور وخرائط ومعلومات ومقالات ومناقشات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصف الاول ثانوي / 4

اذهب الى الأسفل 
+6
نـمـرود مـكـه
محمد همايون
حسام
amoory
أبو محسن
هاني باحارث
10 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هاني باحارث




عدد المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 26/03/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالخميس مارس 26, 2009 7:47 pm

( الامبراطورية الساسانية - الامبراطورية البيزنطية - دولة المناذرة - دولة الغساسنة - يزدجرد - فتح الفتوح - لواء - حصار - اسطول - دار صناعة السفن - الجزية - حصن بابليون - الفسطاط - النار الاغريقية - الثغور - البربر - سرايا الاستطلاع - القوط الاسبان - فلول الجيش - لوذريق او لذريق - طليطلة - شبه جزيرة ايبريا - العواصم - شارل مارتل - بلاد الغال - تور بواتيه - سانس - اربونة - جبال البرتات - الصوائف والشواتي - بلاد ماوراء النهر - زبطرة - الانكشارية - مملكة طرابزون - خانات القرم - القبيلة الذهبية - الصفويين - معاهدة قصر شيرين - قبائل البجة - بلاد البلقان - البابوية )


يختار كل طالب احد الاسماء او المصطلحات او المفاهيم الموجودة بين القوسين ثم يضع ردا في نفس الموضوع يتضمن كل مايتعلق باختياره من معلومات وصور بشكل منظم مع وضع مايشير الى مصدر المعلومات من كتب او راوبط لمواقع

علما بأن العلامة الكاملة للعمل هي خمس درجات

اذا تضمنت الردود السابقة نفس الموضوع او نفس الاختيار فعلى الطالب الاختيار من جديد

تمنياتي لكم بالتوفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو محسن




عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 14/04/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 14, 2009 10:19 pm

الامبراطورية الساسانية

يرجع تسمية الساسانيين إلى الكاهن الزرادشتي ساسان الذي كان جد أول ملوك الساسانيين أردشير الأول.
الإمبراطورية الساسانية الاسمُ استعملَ للسلالةِ الإيرانيةِ الرابعةِ، والإمبراطورية الفارسية الثانية.
السلالة الساسانية أُسّستْ مِن قِبل الملك أردشير الأول بعد هَزيمة ملكِ ألبارثيين / ألفرثيين الأخير أرتبانوس الرابع، وإنتهتْ عندما حاول ملك الدولة الساسانية الأخير يزدجرد الثالث مكافحة الخلافة الإسلامية المبكرة أوّل الإمبراطوريات الإسلامية لمدة 14 سنة.
أرض الإمبراطوريةَ الساسانية أحاطتْ كل إيران اليوم، العراق، وأجزاء من أرمينيا وأفغانستان، والأجزاء الشرقية من تركيا، وأجزاء من باكستان. سمى الساسانيون إمبراطوريتهم (إيران شهر) أي سيادة الإيرانيين الآريون. جاء في أطلس تاريخ الإسلام (ص49): "هناك مبالغة في نصوص تصوير اتساع دولة فارس في العصر الإيراني، لأن فارس لم تكن قط في أي عصر من عصور تاريخها قبل الإسلام دولة ثابتة الحدود. إنما كانت حدودها تتسع أحياناً في عصور الملوك الأقوياء، وتنقبض في عصور الضعفاء وهم الأكثرون".
العصر الساساني يحيط طول فترة العصر القديمِ المتأخّرةِ، ويعتبر أحد أهم العوامل المؤثرة في تاريخ إيران القديم، شهدت الفترة الساسانية الإنجاز الأعلى للحضارة الفارسية، وشكّلتْ هذه الفترة الإمبراطوريةَ الإيرانيةَ العظيمةَ الأخيرةَ قبل الغزو الإسلاميِ وتبني الإسلامِ.
أَثرت بلاد فارس على الحضارة الرومانية إلى حدٍّ كبير أثناء العهد الساساني، تأثيرهم الثقافي يَمتدُّ أبعد كثيراً إلى ماوراء حدودِ الإمبراطوريةَ الإقليميةَ، يَصِلُ بقدر ما إلى أوروبا الغربية، أفريقيا، الصين، والهند، وأيضاً لعب دوراً بارزاً في تشكيلِ أنواع من الفنون في القرون الوسطى الأوروبية والآسيوية.
دخل هذا التأثيرِ إلى العالم الإسلاميِ مبكراً، حوّلتْ ثقافة السلالةَ الفريدةَ والأرستقراطية الغزو الإسلاميَ لإيران إلى عصر نهضةٍ فارسي.
التاريخ
الأصول والتاريخ المبكّر
الملك أردشير الأول هو مؤسس السلالة الساسانية، وهو سليل صفّ كهنةِ الإلهة في أنيهتا في إصطخر، بيرسيس في بِداية القرن الثالث كانت تحت حكم بيرسيس بابك بن ساسان أب الملك أردشير الأول، ومن الواضح أن بابك بن ساسان كان أصلاً حاكم بلدة صغيرة تسمى كيير ولكن قام بابك بخلع جوسيهر الملك الأخير للبازرنجيدزوقام بابك بن ساسان بتعيين نفسه كحاكمِ جديد لها. أمه رودهاج كانت بنت حاكمِ إقليم بيريس، المؤسس الرمزي للخَطِّ كَانَ ساسان بن بابك الكاهن الأعظم لأنيهتا وجد الملك أردشير الأول، جُهود بابك بن ساسان في كَسْب القوَّةِ المحليّةِ في ذلك الوقت لم تلفت إنتباهِ الإمبراطور البارثي أرتبانوس الرابع في البداية لأنه كان مشغولاً في صراع مع الإمبراطور البارثي فولجاسيس الرابع في بلاد ما بين النهرينِ. زاد الصراع بين بابك بن ساسان والبارثيين واستطاع ابن بابك الأكبر سناً شابور تَوسيع قوَّتِهم بالسيطرة على كل بيرسيس. إنّ الأحداثَ اللاحقةَ مريبة جداً بسبب الطبيعةِ السطحيةِ للمصادرِ وهي على أية حال مُتَأَكِّدة موتِ بابك بن ساسان بعد ذلك حوالي سنة 220م، الملك أردشير الأول مؤسس الدولة الساسانية الذي كان في ذلك الوقت حاكمَ بارابجيرد دخل في صراع على سلطة ملكِه مَع أخيه الأكبرِ شابور، المصادر تُخبرُنا أن الأخ الأكبر شابور اجتمع مع أخيه في سنة 222 وقُتِلَ عندما انهار سقف بناية عليه.
بعد ذلك تحرّكَ الملك أردشير إلى جنوب بيرسيس وبنى مدينة أردشير خوارَّاه، وكانت هذه المدينة محمية جيداً بواسطة الجبالِ العاليةِ والحصينةِِ. أصبحَت هذه المدينة مركزَ كفاح الملك أردشير لبناء إمبراطوريته لكَسْب قوَّةٍ أكثرِ، المدينة أُحيطتْ بحائط دائري عالٍ، ربما شابهت بذلك مدينة بارابجيرد التي كان يحكمها الملك أردشير، وعلى جانبِ الشمالَ من المدينة تم بناء قصر كبير، بقايا المدينة لازالت موجودة.
بعد أن قام الملك أردشير الأول بتَأسيس قاعدتِه في بيرسيس، توسعت أراضي إمبراطوريته بسرعة، أصبح الملك أردشير يطلب القسم من أمراء فارس المحليين وأصبح يَكْسبُ السيطرةً على المحافظاتِ المجاورةِ لكرمان، أصفهان، سوسينيا، ميسينيا. هذا التوسع السريع لإمبراطورية الملك أردشير بدأ أخيراً يلفت انتباهِ الملك أرتبانوس الرّابع بأن أردشير أصبح ملكاً عظيماً. الملك أرتبانوس الرّابع أَمرَ حاكمَ خوزستان أولاً للإنقلاب ضدّ الملك أردشير في 224 م، لكن هذا الانقلاب إنتهى إلى نصر رئيسي للملك أردشير نفسه، وزَحفَ الملك أرتبانوس الرابع ثانية ضدّ الملك أردشير الأول في 224 م.
جيوش الملكين أرتبانوس وأردشير إشتبكتْ في هرمزديجان، وقُتِلَ الملك أرتبانوس الرابع، واستمر الملك أردشير في الغَزْو للمحافظاتِ الغربيةِ الفارسيةِ للإمبراطورية الإخمينية. تُوّجَ الملك أردشير الأول في سنة 226 م في تسيفون كحاكم وحيد لبلاد فارس، وأخذ لنفسه لقب (شاهنشاه) أَو (ملك الملوكِ)، وتَذْكرُ النقوشَ القديمة أن لقب (أدهور أناهيد) لقب للملكة معناه (ملكة الملكاتِ)، لكن علاقة الملكة مَع الملك أردشير الأول لم تكن أساسية، وبذلك انتهت الإمبراطورية الإخمينية الفارسية التي استمرت لـ 400 سنة وبدأت الإمبراطورية الساسانية الفارسية التي استمرت لأربعة قرون.
على مدى السَنَوات القليلة القادمة للإمبراطورية، بعد التمرّداتِ المحليّةِ حول الإمبراطوريةِ، استطاع الملك أردشير الأول تَوسيع إمبراطوريتِه الجديدةِ أبعد إلى الشرقِ والمنطقة الشمالية الغربيةِ، واستطاع أن يفتح محافظاتَ جرجان، سيستان، خراسان، مرجيانا، بلخ، خوارزم. وأضافَ البحرين أيضاً والموصل إلى الإمبراطورية الساسانية.
تدعي النقوش الساسانية القديمة أنه بعد ذلك تم إستسلام ملوكِ كوشان ، توران ، مكران للملك أردشير الأول بالرغم من أن هذا الإذعان حصل بالأدلة النقدية على الأرجح لابنِ الملك أردشير وهو الملك شابور الأول في الحقيقة ، ولكن قامت الإمبراطورية الساسانية بإعتداءات ضدّ مدينة الحضر ، أرمينيا ، والأديابيين لمحاولة السيطرة عليها ولكن كان النجاح لهذه الاعتداءات والحملات قليلاً .
الصف الاول ثانوي / 4 651370979

------------------------- يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو محسن




عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 14/04/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 14, 2009 11:08 pm

--------- تابع



عملة معدنية فارسية تحمل صورة الإمبراطور الساساني شابور الأول
استمر الملك شابور الأول (241-272) ابن الملك المؤسس أردشير الأول بالتوسّعِ للإمبراطورية الساسانية ، واستطاع أن يَفْتحُ باكتريا ، كوشان ، وقاد الملك شابور الأول عِدّة حملات ضدّ الإمبراطورية الرومانية بالدخول في العُمق الثاقب للأرضِ الرومانية ، الملك شابور الأول فتح وسلب أنتوتشيا في سوريا في سنة 253 م أَو 256 م .
وفي نهاية الأمر استطاع الملك شابور الأول هزيمة الأباطرةَ الرومانَ جورديان الثّالث (238 -244) ، وفيليب العربي (244 -249) ، واستطاع هزيمة وأسر الإمبراطور الروماني فاليريون (253-260) في سنة 259 م ووضعه في السجنِ الفارسيِ بعد معركةِ إيديسا التي أصابت الرومان بخزي كبير .
الملك شابور الأول إحتفل بنصرِه وقام بنحت الصخرةِ الرائعةِ في نقش رستم ويظهر فيها الأباطرة الرومان جورديان الثالث وفيليب العربي وفاليريون ، ويظهر النحت فاليريون يركع على ركبة واحدة أمام الملك شابور وتحت حصان الملك شابور جسد الملك جورديان الثالث ، ووقد وضع هذا النحت والنقش تذكاري باللغتين الفارسية واليونانية مع نقش رستم بالقربِ من بيرسيبوليس .
بين عامي 260 م و 263 م فَقَدَ الملك شابور الأول بعض الأراضي التي احتلها فقد استولى عليها الملك أودينثوس حاكم مملكة تدمر العربية الحليف للرومان ، واستطاع ملك تدمر استعادة الشرق الروماني الذي احتله الفرس الساسانيين وإعادته للإمبراطورية الرومانية .
كانَ عند الملك شابور الأول خططُ تنمية مركّزةُ وأَسّسَ العديد مِنْ المُدنِ ، البعض منها إستقرّ جزئياً مِن قِبَلِ المهاجرين مِنْ الأراضي الرومانيةِ ، هؤلاء المهاجرين ومن ضمنهم المسيحيين استطاعوا أن يمارسوا إيمانَهم بحرية تحت حُكُمِ الساسانيين . مدينتان : بيشابور ونيشابور ، سميتا على اسمه . الملك شابور فضّل الديانة المانوية خصوصاً . وحَمى المانويين وأرسلَ الكثيرَ من المانويين مبشّرين في الخارج .

الصف الاول ثانوي / 4 555063665

عملة معدنية تحمل صورة الإمبراطور الساساني هرمز الأول ، وقد صدرت هذه العملة في أفغانستان ، ويتضح فيها تأثير التصميم ( الكوشاني )
الملك شابور الأول صادق أيضاً الحبر البابلي اليهودي صموئيل وهذه الصداقةِ كَانتْ مفيدةَ للجالية اليهوديةِ وأعطتْهم المجال لتأجيل العديد مِنْ القوانينٍ الإدارِية المُشَرَّعةِ المستبدّةِ ضدّهم . انعكس على ذلك أن الملوك الساسانيين الذي جاؤوا بعد الملك شابور الأول كان عندهم التسامح الديني . الملك بهرام الأول (273-276) اضطهد ماني وأتباعه تحت ضغط من الزرادشتيين المجوس فقام الملك بهرام الأول بسجن ماني وطَلب قَتله ، ماني ماتَ - طبقاً للأسطورةِ - في السجنِ وهو يَنتظرُ إعدامَه .
الملك بهرام الثاني (276-293) اتبع سياسةَ أبيه الدينيةِ ، وقد كَانَ حاكماً ضعيفاً وفَقدَ عِدّة محافظات غربية واستولى عليها الإمبراطورِ الرومانيِ كاريوس (282-283) وأثناء حكمِه خسر أغلب أرمينيا بعد نِصْفِ قرن مِنْ الحُكُمِ الفارسيِ لها ، واستولى عليها الإمبراطور الروماني دياقلوس (284-305) .
الملك الساساني بهرام الثالث حَكمَ في سنة 293 م وتوفي في نفس السنة .
وحكم بعده الملك الساساني نيرسيه (293-302) وبَدأَ حرباً أخرى مَع الرومان ، وبعد نجاحِ مبكّرِ ضدّ الإمبراطورِ جاليريوس قُرْب كالينيكوم على الفرات في 296م ، الملك نيرسيه هُزِمَ بشكل حاسم في كمينِ بينما كَانَ وهو مع حريمِه في أرمينيا في 297م .
في المعاهدةِ التي جاءت نتيجة هذه الحربِ ، تَركَ الساسانيون كُلّ الأراضي غرب دجلة ووافقتْ الإمبراطورية الساسانية ألا تَتدخّلَ في شؤونِ أرمينيا وجورجيا .
بعد هذه الهزيمة الساحقةِ ، الملك الساساني نيرسي استقالَ في سنة 301 م ، وماتَ من الحزنِ بَعْدَ سَنَة .
ابن الملك نيرسي الملك هرمز الثاني (302-309) اعتلى العرش ، وبالرغم من قمع الثورات في سيستان وكوشان ، إلا أن هرمز الثّاني كَان حاكماً ضعيفاً آخر وغير قادر على السَيْطَرَة على النبلاء في الإمبراطورية وقد قتله البدو بينما هو في رحلة صيد في سنة 309 م .
[عدل] العصر الذهبي (309-379)
بعد موت الملك الساساني هرمز الثاني تعرضت الإمبراطورية الساسانية للهجمات الجنوبية من العرب فبدؤوا االهجوم على المدن الجنوبية وسلبها وتدميرها ، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك وبدؤوا بالهجوم على محافظة فارس مسقط رأس الملوك الساسانيين وذلك بسبب قيام النبلاء في الدولة بقتل ابن الملك هرمز الثاني ، وأعموا ابنه الثاني ، وسجنوا ابنه الثالث الذي فر لاحقاً إلى الأراضي الرومانية ، وحجز النبلاء عرش الدولة الساسانية للابن الذي لم يولد بعد من زوجات الملك هرمز الثاني ، ويقال أن الملك شابور الثاني (309-379) هو الملك الوحيد في التاريخ الذي تم تتويجه وهو في رحم أمه ، وقد تم وضع تاج الملك على بطن أمه ، الطفل شابور وُلِدَ ملكاً ، وأثناء شبابه كانت الإمبراطورية الساسانية تحت سيطرة أمه والنبلاء في الدولة ، فانتشر بين العرب والرومان والأتراك أن ملك الفرس صغير فطمعوا في المملكة الساسانية ، ولكن شابور الثاني أثبت نشاطه وفعاليته في الحكم عند بلوغه سن الرشد .
شابور الثّاني في بداية قيادته كان صغيراً ولكنه قاد جيشه جنوباً ضدّ العرب واستطاع تأمين المناطقَ الجنوبيةَ مِنْ الإمبراطوريةِ ، ثمّ بَدأَ حملتَه الأولى ضدّ الرومان في الغربِ ، وحصد نجاحاً مبكّراً بعد حصارِ سنجاره ، على أية حال فتوحاته أوقفتها الهجماتِ الأتراك البدائيين على طول الحدودِ الشرقيةِ للإمبراطورية الساسانية وهدّدتْ هذه الهجماتِ ترانسوكسيانا وهي منطقة حرجة بشكل إستراتيجي يكون فيها سيطرةِ الفرس على طريق الحرير ، بالإضافة إلى أن قوات الملك شابور الثاني العسكرية ما كَانتْ كافيةَ للسيطرة على الأراضي الغربية التي احتلها ، فاضطر إلى توقيع معاهدة سلام مع الإمبراطور البيزنطي كوستنتيوس الثاني (353-361) والتي فيها وافقَ كلا الجانبينَ أَلا يُهاجمَ أراضي بعضهم البعضِ لفترة زمنية محددة .
الملك شابور الثّاني بعد ذلك زَحفَ بجيوشه شرقاً نحو ترانسوكسيانا لمُقَابَلَة الأتراك الشرقيين البدائيين وسَحقَ القبائلَ الآسيويةَ المركزيةَ ، وضَمَّ منطقتهم كمحافظة جديدة في إمبراطوريته .
تبع التوسّعُ الثقافيُ هذا النصرِ ، وإخترقَ الفن الفارسي تركستان ووصل إلى حد ما إلى الصين ، الملك شابور الثّاني بدأ مع الملك البدائي جرمباتيس حملتَه الثانيةَ ضدّ الرومان في 359 م ، وفي هذا الوقتِ بقوته العسكريةِ الكاملةِ ودعمِه من القبائل التركية البدائية كانت الحملة ضد الرومان ناجحة بشكل كبير ، ما مجموعه خمس محافظاتِ رومانيةِ تركها الرومان للفُرْس بعد إكتمال حملتهم ضدهم.
اتبع الملك شابور الثّاني سياسة دينية قاسية وفي عهدِه اكتملت مجموعة النصوص المقدّسة للزرادشتية المسماة أفيستا ، وتمت معاقبة المبتدع والمرتد عن الدين الزرادشتي وتم اضطهاد المسيحيين ، واضطهاد المسيحيين كان ردّ فعل ضدّ المسيحية التي اعتنقتها الإمبراطورية الرومانيةِ مِن قِبل قسطنطين الكبير (324-337)، ولكن الملك شابور الثّاني كان مثل الملك شابور الأول ، كَانَ وِدِّياً نحو اليهود الذين عاشوا في حرية نسبية في عهده ، وكَسبَ اليهود العديد مِنْ الفوائدِ في عهد الملك شابور الثاني .
في الوقت الذي مات فيه الملك شابور الثاني ، الإمبراطورية الساسانية الفارسية كَانتْ أقوى أكثر من أي وقت مضى ، فمع أعدائها في الشرقِ كانت الأوضاع هادئة ، وأرمينيا كانت تحت السيطرةِ الفارسية .
[عدل] العصر المتوسط (379-489)

--------- يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو محسن




عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 14/04/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 14, 2009 11:10 pm

--------------- تابع
من موت الملك شابور الثاني حتى تتويج الملك الساساني قباذ الثاني (488-531) بلاد فارس كَانتْ مستقرّةَ بشكل كبير ، كانت هناك بعض الحروب بينها وبين الإمبراطورية البيزنطية ، في كافة أنحاء هذا العصرِ اختلفت سياسةِ الإمبراطورية الساسانية الدينية بشكل مثير مِنْ ملكِ إلى ملكٍ آخر ، ولكن على الرغم مِنْ وجود سلسلة من الزعماءِ الضعفاءِ إلا أن النظام الإداري للإمبراطورية الذي تم تأسيسه في عهد الملك شابور الثاني بَقى قوياً ، والإمبراطورية واصلتْ الإشتِغال عملياً .
ترك الملك شابور الثاني بعد موته في سنة 379 م إمبراطورية قويَّة لأخيه غير الشّقيقِ الملك أردشير الثاني (379-383) ابن فهرام من كوشان ، ولكن ابنه الملك شابور الثالث (383-388) لم يكن ذا موهبةٍ مثل أسلافه ، الملك أردشير الثاني الذي تولى العرش بصفته الأخ غير الشقيق أخفقَ في الوصول لمرتبة أخيه في الحكم ، والملك شابور الثالث سوداوياً في حكمه لإنْجاز أيّ شيء ، ولكن الملك بهرام الرّابع (388-399)، بالرغم من أنه لم يكن خاملاً كأبيه الملك شابور الثالث ولكنه كان يُخفقُ كثيراً في إنْجاز أيّ شئِ مهمِ للإمبراطوريةِ ، أثناء هذا الوقتِ تم تقسيم أرمينيا بالمعاهدةِ بين الرومان والإمبراطورية الساسانية ، الساسانيون مُؤَسَّسوا الإمبراطورية استردوا مرةً ثانية حُكُمهم على أرمينيا العظيمة ، بينما الإمبراطورية البيزنطية حصلت على جزء صغير غرب أرمينيا .
الملك بهرام الرابع ابن الملك يزدجرد الأول (399-421) كان يُقَارن في أغلب الأحيان بالإمبراطور الروماني قسطنطين الأول ، كان مثله ، كَانَ كلاهما قوياًّ جسدياً ودبلوماسياً ، كان الملك بهرام الرابع مشابهاً كثيراً لنظيره الروماني ، والملك يزدجرد الأول كان انتهازياً مثل قسطنطين الكبير ، الملك يزدجرد الأول زاولَ سياسة التسامح الديني وأعطى حريةَ جاهزةَ لإرتفاعِ الأقلّياتِ الدينيةِ فأوقفَ الإضطهادَ ضدّ المسيحيين وعاقبَ النبلاء وحتى الكهنة الذي إضطهدوهم. فكان ذلك علامة عهده السلمي تقريباً ، وجَعلَ بينه وبين الرومان سلاماً دائماً ، بل حتى أَخذَ الإمبراطور البيزنطي الشاب ثيودوسيوس الثاني (401-450) تحت وصايتِه ورعايته ، وتَزوّجَ أيضاً من أميرة يهودية أنجبت له ابناً يسمى نيرسيه .
الملك بهرام الخامس (421-438) الوريث للملك يزدجرد الأول هو أحد أكثر الملوكِ الساسانيين المشهورين وبطل العديد مِنْ الأساطيرِ ، وهذه الأساطيرِ استمرّتْ حتى بعد دمارِ الإمبراطوريةِ الساسانية مِن قِبَلِ العرب ، الملك بهرام الخامس كان معروفاً أكثر باسم ( بهرام إي جور ) ، وقد كَسبَ التاجَ بعد موت الملك يزجرد الأول أو اغتياله رغم معارضةِ النبلاءِ بمساعدة أمبر الحيرة العربي المنذر بن النعمان ، وأمه كانت يهودية ، في سنة 427 م سَحقَ الملك يزدجرد الأول الهيفثليتيس البدائيين وهم المحتلين القادمين من الشرقِ ، وامتد تأثير الملك يزدجرد إلى آسِيَا الوسطى ، حيث بقيت صورته لقرونِ على عملةِ بخارى . خَلعَ الملك بهرام الخامس ملك أرمينيا التابعة للإمبراطورية الساسانيِة وجعل أرمينيا مجرد محافظة تابعة للدولة .
كان الملك بهرام الخامس هو المفضل في التقاليد الفارسية فهو يحكون العديد مِنْ قصصِ شجاعتِه والجمالِ ، إنتصاراتِه على الرومان والأتراك والهنود وأهل أفريقيا ، ومغامراتِه في الصيد وحتى العشق ، وقد سمي الملك بهرام الخامس ( بهرام إي جور ) لحبه للصيد وبشكل خاص يُطاردُ الـ ( أوناجر ) وهو حيوان قريب من الحصان ، وكانت فترة حكم الملك بهرام الخامي هي العصر الذهبي للإمبراطورية الساسانية ، فقد رَبحَ تاج الملك بتَنَافُس مع أَخِّيه ، وصَرفَ وقتاً كبيراً وهو يُحاربُ الأعداء الأجانبَ للإمبراطورية ، ولكنه أبقىَ نفسه في الغالب متسلياً بالصيد بفرقتِه المشهورةِ بالسيداتِ والخدمِ ، وقد جسّدَ الملك بهرام الخامس إزدهاراً ملكياً وفي عهده كُتِبَت أفضل قِطَعِ الأدبِ الساساني وتم إعداد قِطَع بارزة مِنْ الموسيقى الساسانية ، وكذلك الألعاب الرياضية مثل البولو أصبحتْ من التسالي الملكيةَ وهو التقليد الذي يَستمرُّ إلى هذا اليومِ في العديد مِنْ الممالكِ الحديثة .
الملك يزدجرد الثاني (438-457) ابن الملك بهرام الخامس كان حاكماً معتدلاً بالمقارنة مع الملك يزدجرد الأول ، ولكنه مارس سياسةً قاسية تجاه الأقليات الدينية خصوصاً المسيحية .


الصف الاول ثانوي / 4 434631327

بهرام جور هي من عيون الأدب والشعر الفارسي. بهرام والأميرة الهندية في المقصورة السوداء. وشرح القصة يظهر في أسفل الصفحة على شكل خماسيات شعرية للشاعر نظامي، من الحقبة الصفوية بمنتصف القرن السادس عشر.
في بداية عهدِ الملك يزدجرد الثّاني كان جيش الإمبراطورية الساسانية تَجمّعاً خَلطَ الأممِ المُخْتَلِفةِ ، فقد كان الجيش يَتضمّنُ حلفاءهم الهنودَ ، وهاجمَ الجيش الساساني الإمبراطورية الرومانية الشرقيةَ ، التي كَانتْ تَبْني التحصيناتَ التي كان الرومان يستخدمون فيها خدعاً للحملات العسكرية التي ينوون إرسالها للأرضِ الفارسيةِ في مكان قريب من كرراهائي ، ولكن الفرس فاجأوا الرومان ، وكان بإمكان الملك يزدجرد الثاني أنْ يَتقدّمَ كثيراً في الأرضِ الرومانيةِ ، ولكن الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثّاني طلب معاهدة سلام وأرسلُ قائدَه إلى معسكرِ الملك يزدجرد الثاني ، وفي المفاوضاتِ بينهما في سنة 441 م ، وَعدتْ كلتا الإمبراطوريتان الساسانية والبيزنطية أَلا تَبْني أيّ تحصينات جديدة على الحدود ، وعلى كل حال ، الملك يزدجرد الثاني إمتلكَ اليد الطولى ولَمْ يَطْلبْ أكثر من الرومان بسبب هجماتِ الكيدارتيين على أراضي الإمبراطورية في بارثيا وخوارزم ، فجَمعَ الملك يزدجرد الثاني قواته في نيشاهبور في سنة 443 م وإنطلقتْ قوته في حملةً ضدّ الكيدارتيين ، وأخيراً بعد عدد مِنْ المعاركِ سَحقَ الكيدارتيين وأبعدَهم إلى ما بعد نهرِ أوكسوس في سنة 450 م .
أثناء حملة الملك يزجرد الثاني الشرقيةِ ارتاب الملك يزدجرد من المسيحيين في الجيشِ وطَردَهم من الجيش وقياداته ، ثمّ اضطهدَ بعد ذلك المسيحيين ، واضطهد اليهود ولكن بشكل أقل ، وكان هذا الاضطهاد لكي يعيد تأسيس الديانة الزرادشتيةً في أرمينيا ، وسَحقَ إنتفاضة المسيحيين الأرمنِ في معركةِ فارتانانتز في سنة 451 م ، ولكن على كل حال ، بقي الأرمن على الديانة المسيحية ، وفي سَنَواتِه التاليةِ ، انشُغِلَ الملك يزدرجرد ثانيةً مَع الكيدارتيين حتى موتِه في سنة 457 م .
اعتلى العرش الملك هرمز الثّالث (457-459) وهو الابن أصغر للملك يزدجرد الثّاني ، وأثناء عهده القصير ، قاتلَ بشكل مستمر أخاه الأكبرِ فيروز الذي كَانَ مدعوماً من طبقة النبلاءِ، وفي أثناء هجمات الكيدارتيين على أراضي الإمبراطورية في باكتريا ، الملك هرمز الثالث قُتِلَ مِن قِبل أَخِّيه فيروز في سنة 459 م .
وفي بِداية القرن الخامسِ قامت الهيفثليتيس ( الهون البيض ) مع المجموعات التركية البدائية الأخرى بمهاجمة بلاد فارس ، وفي باديء الأمر كان بهرام الخامس ويزدجرد الثاني يوقعان هزائمَ حاسمةَ ضدّهم وأرجعوهم شرقاً ، ولكن الهون عادوا في نهايةِ القرن الخامسِ وهَزموا الملك فيروز الأول (457-484) في سنة 483 م ، بعد هذا النصر ، قام الهون بغزو وسيطرت على أجزاءَ من شرق بلاد فارس لسنتينِ ، وأصبح يحسب حسابهم لبضع سَنَوات فيما بعد.
جَلبتْ هذه الهجماتِ عدمَ الإستقرار والفوضى للمملكةِ ، الملك فيروز حاول ثانيةً أَنْ يطْردَ الهيفثليتيس ، ولكن في طّريقه إلى هراة هو وجيشه حُوصِرَوا مِن قِبل الهون في الصحراءِ ، وقُتِلَ الملك فيروز وأُبيدَ جيشه ، بعد هذا النصرِ للهيفثليتيس تَقدّمَوا للأمام إلى مدينةِ هراة ، وأصبحت الإمبراطورية في فوضى كبيرة ، ولكن في النهاية ، أحد الفرس النبلاء مِنْ العائلةِ القديمة كارين ، زارميهر أو سوخرا أعادَ الأمور إلى نصابها في الإمبراطورية ورَفعَ بالاش أحد إخوة فيروز إلى العرشِ ، ولكن بالرغم من أن تهديدِ الهون استمرَّ حتى عهدِ الملك كسرى الأول
---------- يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو محسن




عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 14/04/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 14, 2009 11:13 pm

------------------ تابع
، الملك بالاش (484-488) كَانَ ملكاً معتدلاً وكريماً ، وهذا ما جعله يقدم بعض التنازلاتَ للمسيحيين ، على كل حال ، الملك بالاش لم يتخذ أي إجراء ضدّ أعداء الإمبراطوريةَ ، خصوصاً الهون الأبيض ، بعد أربع سَنَواتِ من عهد الملك بالاش ، أُعْمِىَ الملك وخُلِعَ ورفع النبلاء ابن أخيه قباذ الأول رُفِع إلى العرشِ .
الملك قباذ الأول (488-531) كان حاكماً نشيطاً وإصلاحياًَ ، قام الملك قباذ الأول بدعم الطائفةِ الشيوعيةِ المزدكية التي أَسّسها مزدك بن بامداد ، ومزدك هو الذي طالب بأنه يجب على الأغنياءَ أن يُقسّموا زوجاتَهم وثروتَهم مع الفقراء . وكانت نية الملك قباذ بتبني مذهب المزدكية واضحة ، وذلك لكَسْر تأثيرِ الأقطابِ والأرستقراطية المُتزايدةِ ، وهذه الإصلاحاتِ أدّتْ إلى توديعِه وسجنِه في قلعة النسيانِ ( نهر النسيان ) في شوش ، ورفعوا أَخاه الأصغر جماسب إلى العرشِ في سنة 496 م ، ولكن على كل حال الملك قباذ الأول هَربَ في سنة 498 م وقام ملك الهون البيض بتوفير المأوى له .
ضعد الملك جماسب (496-498) على العرش بمساعدة النبلاء مودعاً بذلك حكم أخيه الأكبر الملك قباذ الأول ، وكَانَ الملك جماسب ملكاً جيداً ورحيماً ، وهو الذي خفّضَ الضرائب لكي تُخفّفَ على الفلاحين والفقراء ، وهو كَانَ أيضاً تابعاً للطائفة المزدكية ، وقام بالإنحرافات التي كلّفتْ الملك قباذ الأول عرشه وحريته ، ولكن انتهى عهد الملك جماسب عندما جاءه الملك قباذ عَلى رَأسِ جيش كبير مَنحه إياه ملكِ الهيفثليتيس وعادَ الملك قباذ الأول إلى عاصمةِ الإمبراطوريةَ وتَنازلَ له الملك جماسب عن العرش بكل اخلاص وأعادَ العرشَ إلى أَخِّيه الملك قباذ لم يُذكر في التاريخ ماذا حصل لجماسب بعد إعادة العرش لأخيه قباذ ، ولَكنَّه يُعتَقدُ على نحو واسع بأنّه حوسب إيجابياً في محكمةِ أَخِّيه .
[عدل] العصر الذهبي الثاني (498-622)
العصر الذهبي الثاني بَدأَ بعد الملك قباذ الثاني لعرشه ، وبدعمِ من الهيفثليتيس إنطلقتُ حملة الملك قباذالأول ضدّ الرومان سنة في 502 م واحتل مدينة ثيودوثيوبليس في أرمينيا للأمبراطورية الساسانية ، وفي سنة 503 م احتل أميدا ( ديار بكر ) الواقعة على ضفاف نهر دجلة ، وفي سنة 505 م تم غزو بواسطة الهون الغربيين القادمين من القوقاز مما أدّى إلى هدنةِ دفع خلالها الرومان الإعانات الماليةَ للفُرْس لصيانةِ التحصيناتِ على القوقاز ، وفي سَنَةِ 525 م قَمعَ الملك قباذ الأول الثوراتَ في لازيسا واستطاع استرداد جورجيا ، واستطاع جيش الملك قباذ الأول هزيمة الجيش البيزنطي بقيادة بيليساريوس المشهور مرّتين ، مرة في سنة 530 م في معركةِ نيبيس ، والمرة الثانية في سَنَةِ 531 م في معركةِ كالينيكوم ، وبالرغم من أن الملك قباذ الأول لم يستطع أن يُحرّرَ نفسه مِنْ سيطرةِالهيفثليتيس إلا أنه نَجحَ في إعادة مقاتلةِ الرومان بنجاح ، أَسّسَ الملك قباذ الأول عِدّة مُدن ، البعض مِنها سُمّى على اسمه ، وبَدأَ بتَنظيم النظام الضريبي .
بعد الملك قباذ الأول جاء اعتلى العرش ابنه كسرى الأول (532-579) المعروف بأنوشِروان ( الروحِ الخالدة ) ، والملك كسرى الأول هو الأكثر شهرةً بين الملوك الساسانيين بسبب إصلاحاتِه في السلطة الساسانية الحاكمة ، وفي إصلاحاتِه قدّمَ نظام بطاقات تموينية في النظام الضريبي ، مستنداً في ذلك على مسح أملاكِ النبلاءالتي هبطت أسعارها نتيجة حجز المزدكية الشيوعية وتأميمها لها ، ومع النظام الضريبي الذي بدأه أبوه الملك قباذ بَدأَ الملك كسرى الأول بتجربة كل الطرق لزيَاْدَة الرفاهيةِ والعائداتِ لإمبراطوريتِه ، وأعاد جميع النبلاء الإقطاعيين العظماء السابقين إلى أجهزتِهم العسكريةِ الخاصةِ وأعاد لهم أتباعِهم وخدمِهم ، وطوّر الملك كسرى الأول قوة جديدة للدهاقنة ( نبلاء القرى ) والفرسان فقد جعل مصروفاتهم وتجهيزاتهم على الحكومةِ المركزيةِ للدولة ، فقد كان تجهيز الجيش الساساني مسؤولية النبلاء في الدولة وكانوا في فترة السلم يستخدمون الجنود في حقولهم ويلزمونهم بالعمل كخدم ، ولكن الملك كسرى الأول ربط الجيشَ مباشرةً بالحكومةِ المركزيةِ مِنْ أكثر من ارتباطهم بالسابق بالنبلاء المحليّينِ .
وبالرغم من أن الإمبراطورِ البيزنطي جوستينيان الأول (527-565) دَفعَ 440 ألف قِطَعِة من الذهبِ للمُحَافَظَة على السلام مع الفرس ، ولكن في سنة 540 م كسر الملك كسرى الأول معاهدة السلام الأبدي مع الرومان التي حصلت في 532 م ، وغَزا الملك كسرى الأول سوريا ، حيث حاصر بشكل مؤقت مدينةَ أنطاكية ، وجمع الملك كسرى أموالاً من المدن البيزنطية المختلفة في طريق عودته .
وفي سنة 565 م ، مات الملك البيزنطي جوستينيان الأول وَخَلَفَهُ الملك جستين الثّاني (565-578) الذي صمّمَ على إيقاف الإعانات الماليةِ للزعماءِ العربِ لإعاقتهم عن مُهَاجَمَة الأرضِ البيزنطيةِ في سوريا ، في السنوات السابقة كان الساسانيون يحكمون أرمينيا بعائلةِ سورين وبَنوا معبد نارِ في مدينة ديفين قُرْب مدينة يريفان حديثة عاصمة أرمينيا ، ولكن بموت العضو المؤثرَ لعائلةِ ماميكونيان ، قامت ثورة أدّتْ إلى مذبحةِ الحاكمِ الفارسيِ وحارسِه في سنة 571 م ، الإمبراطور جوستين الثّاني إستغلَّ الثورةِ الأرمينيةِ لإيقاْف دُفْعاتِه السنويةِ للملك كسرى الأول وقام بالتحالف مع الأرمن ، الأرمن رحبوا به كحلفاء ، وأرسل جيشه إلى الأراضي الساسانية ، فحاصر جيشه مدينة نيبيس في سنة 572 م ، على كل حال ، حصل خلاف بين الجنرالاتِ البيزنطيينِ الذي أدى ليس فقط إلى ترك الحصار على نيبيس ، ولَكنَّهم بعد ذلك حوصروا في مدينةِ دارا التي احتلها الفُرْس ثم بعد ذلك قام الفرس بتدمير سوريا ، مما اضطر الإمبراطور جوستين الثّاني لطلب السلامِ ، أما الثورة الأرمنية فقد انتهتْ بعفو عام مِنْ الملك كسرى الأول الذي أعادَ أرمينيا إلى الإمبراطورية الساسانية .
حوالي سنة 570 م ، معد يكرب سيف بن ذي يزن الأخ غير الشّقيق لملكِ اليمن الذي خلعه الملك الحبشي أبرهة طَلبَ من الملك كسرى الأول المساعدة لخلع ملك الحبشة الذي يحكم اليمن مسروق بن أبرهة وتولي العرش مكانه ، فأرسل الملك كسرى الأول بسرعة جيشاً صغيراً تحت بقيادة فاهريز إلى اليمن قُرْب مدينة عدن الحالية ، ورافق معد يكرب الحملة الفارسية ، وانتهت المعركة وأصبحَ ملكاً في وقت ما بين سنتي 575 م و 577 م . وهكذا كسب الساسانيون حليفاً لهم في اليمن ما جعلهم قادرين على تَأسيس قاعدة في جنوب بلاد العرب للسَيْطَرَة على التجارةِ البحرية في الشرقِ ، وتَركَ الساسانيون لاحقاً المملكةُ العربيةُ الجنوبيةُ ثم أرسلوا لها بعثة فارسية أخرى في سنة 598 م التي انتهت بنجاح بحيث جعلت جنوب بلاد العرب محافظة تابعة للدولة الساسانية واستمرت كذلك حتى ظهرت المشاكلِ بعد الملك كسرى الثاني .
عهد الملك كسرى الأول شهد ازدياد قوة الدهاقنة وهم نبلاء القرى ، طبقة النبلاء التافهة التي كانت تحوز العقارات التي كَانتْ العمود الفقري مِنْ لإدارة الساسانيين الإقليمية وكذلك النظام الضريبي الذي أسسه الملك كسرى الأول ، الملك كسرى الأول كَانَ بنّاء عظيم ، قام بتحسين رأس مال الدولة بتأسيس البلداتَ جديدةَ ، وبناء البناياتَ الجديدةَ ، وإعادة بناء القنواتَ وتجهيز المزارع مجدّداً التي حطمتها الحروب ، بَنى تحصيناتَ قويةَ في الترخيصاتِ ، وقام الملك كسرى الأول بوضع القبائل في البلداتِ المُختَاَرةِ بعناية على الحدودِ ليجعل هذه القبائل موالية للفرس وتصد المحتلين ، الملك كسرى الأول كَانَ متسامحاً مع كُلّ الأديان ، ومع ذلك أَمرَ بأنّ الزرادشتية يَجِبُ أَنْ تَكُونَ الدين الرسميَ للدولة ، ولَمْ ينزعج كثيراً عندما اعتنق أحد أبنائِه المسيحية .
-------------- يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو محسن




عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 14/04/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 14, 2009 11:15 pm

------------ تابع
بعد الملك كسرى الأول تولى العرش الملك هرمز الرابع (579-590) وكَانَ أيضاً حاكماً نشيطاً وقد واصلَ النجاحَ والإزدهارَ اللذَيْن أَُسّسا مِن قِبَلِ أسلافِه ، وأثناء عهدِ كسرى الثاني (590-628) ثار الجنرال برهام تشوبين ( الملك برهام الخامس ) المنافس للملك كسرى الثاني عليه ودخلت الإمبراطوريةَ سريعاً في أزمة ، ولكن الأزمةَ لم تدم طويلاً ، وكسرى الثاني أسس قوته مسيطراً بذلك على الإمبراطوريةِ ، وقام بإِسْتِغْلال الحرب الأهلية في الإمبراطوريةِ البيزنطية وانطلق مع جيوشه باحتلال شامل للأراضي البيزنطية ، فقد كاد حلم كسرى الثاني بإعادة حدود الإمبراطورية الأخمينية السابقة يتحقق وكاد أن يكتمل بسقوط القدس ودمشق في يده ، وكذلك مصر سَقطتْ مباشرة بعد ذلك ، وفي سنة 626 م أصبحت مدينة القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية تحت حصار السلافيين والأوراسيين المتحالفين مع الفرس ، هذه القمة في التوسع الساساني كان يرادفها في نفس الوقت قمة تَفَتُّح الفن الفارسيِ والموسيقى والهندسة المعمارية في بلاد فارس و بحلول سنة 622 م كانت الإمبراطورية البيزنطية على حافة الإنهيارِ وحدودِ الإمبراطوريةِ الأخميدية السابقة على كُلّ الجبهات احتلها الساسانيون ما عدا أجزاءِ من الأناضول .
[عدل] عصر الهبوط والسقوط (622-651)
للمقال الكامل ، اقرأ الحرب الأخيرة بين الروم والفرس و الغزو الإسلامي لبلاد فارس
بالرغم من النجاح الضخم لحملة الملك كسرى الثاني ، إلا أنها أرهقت الناس بالضرائب ، واستطاع الإمبراطور البيزنطي هرقل (610-641) أن ينتقمَ من الساسانيين بتحرك تكتيكي وذلك بأن ترك العاصمة المحاصرة القسطنطينية وهاجم بلاد فارس مِنْ المؤخّرةِ عن طريق الإبحار من البحر الأسود ، وفي هذه الأثناء ظَهرَ شكَّ متبادلَ بين الملك كسرى الثاني وجنرال جيشه شهرباراز ، وقام الوكلاءُ البيزنطيون بتسريب رسائل مزيفة للجنرال شهراباراز تظهر بأنّ الملك كسرى الثاني كَانَ يُخطّطُ لإعدامه ، فخاف الجنرالَ شهرباراز على حياته وبَقى محايداً أثناء هذه الفترةِ الحرجةِ ، وخسرت بلاد فارس بذلك خدماتَ إحدى أكبر جيوشِها وإحدى أفضل جنرالاتِها ، إضافةً إلى ذلك توفي بشكل مفاجئ شاهين وسباهبود العظيم قادة الجيش الساساني والذي كان تحت سيطرته بلاد القوقاز وبلاد الأناضول ، وهذا ما رَجَّحَ كفّة الميزان لمصلحة البيزنطيين وأوصل الملك كسرى الثاني إلى حالةِ الكآبةِ .
وبمساعدةِ الخزر وقوَّات تركية أخرى استغل الإمبراطور البيزنطي هرقل غياب قادة الجيش الساساني شاهين ورِبح عِدّة إنتصارات مُدَمّرة للساسانيين وأضعفتْ جوهرياً الساسانيين بعد 15 عاماً على حربهم للبيزنطيين ، حملة الملك هرقل تَتوّجتْ في معركةِ نينوى ، حيث انتصر الملك هرقل ( بدون مساعدة الخزر الذي تَركوه ) على الجيش الساساني بقيادة راهزاد ، وزحف الملك هرقل خلال بلاد ما بين النهرينِ غربِ بلاد فارس وعرش سليمان وقصر داستوجيرد حيث وصلته أخبارَ إغتيالِ الملك كسرى الثاني . (انظر المقال: الحرب الأخيرة بين الروم والفرس).
بعد إغتيالِ الملك كسرى الثّاني انتشرت الفوضى في الدولة الساسانية على مدى أربع عشْرة سنة وجاء بعد كسرى الثاني إثنا عشرَ ملك متعاقبون من ضمنهم اثنتان مِنْ بناتِ كسرى الثاني سباهبود وشهرباراز ، وضعفت الإمبراطوريةَ الساسانية إلى حدِّ كبير ، وتغيرت قوَّة السلطة المركزية على أيدي جنرالاتِ الجيش ، واستغرقت هذه الفوضى عِدّة سَنَوات لظهر ملك قوي بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية.
وفي ربيع سنة 632 م ، يزدجرد الثالث حفيد الملك كسرى الأول الذي عاشَ في مغموراً اعتلى العرش الساساني ، وفي تلك السَنَةِ نفسهاِ بدأت الفتوحات الإسلامية العربية الأولى لبلاد الفرس. جاء في أطلس تاريخ الإسلام (ص49): "هناك مبالغة في نصوص تصوير اتساع دولة فارس في العصر الإيراني، لأن فارس لم تكن قط في أي عصر من عصور تاريخها قبل الإسلام دولة ثابتة الحدود. إنما كانت حدودها تتسع أحياناً في عصور الملوك الأقوياء، وتنقبض في عصور الضعفاء وهم الأكثرون. وعماد القوة العسكرية الإيرانية كان جماعات مرتزقة من قبائل تركية إلى جانب قبائل الهضبة الإيرانية نفسها. وكان الأكاسرة يسلطون هذه الجماعات المقاتلة على على البلاد لإرهاب أهلها وإرغامهم على دفع الجزية والإتوات كما ترى في الولايات الشرقية".
وفي الحقيقة أن الساسانيين قاوموا في البداية مقاومة فعّآلة استطاعت أن تضغط على الجيوشِ الإسلامية الأوليةِ وتمنعها في البداية ، ولكن كان الملك يزدجرد الثالث تحت رحمة مُستشاريه وكان هؤلاء المستشارون عاجزون عن الاتحاد فيما بينهم أمام الإنهيار الواسع للبلادِ بسبب الممالكِ الإقطاعيةِ الصغيرةِ ، وكذلك كان البيزنطيون كانوا يواجهون ضغوطات مماثلة بسبب الغزوات الإسلامية العربية ، إلا أن الفرس لم يعودوا مهددون بعد اللقاء الأول بين الساسانيين والعرب المسلمين الذي كَانَ في معركةِ الجسرِ سنة 634 م والذي أدّى إلى انتصار الساسانيين ، على كل حال الغزو الإسلامي لبلاد الفرس لَمْ يُتوقّفْ هناك وظَهرَ ثانية بسبب الجيوشِ الإسلامية المنضبطةِ تحت قيادة القائد العربي المسلم سعد بن أبي وقاص أحد الصحابة والذي اختاره الخليفة الراشد عمر بن الخطاب لقيادة الجيش العربي المسلم وهزم سعد بن أبي وقاص الجيش الساساني الكبير الذي كان بقيادة الجنرالِ الساساني رستم فروخزاد في معركة القادسية في سنة 637 م وأصبحت مدينة المدائن محاصرة وسقطت بعد الحصار ، بعد هذه الهزيمة الكبيرة للفرس في معركة القادسية هَربَ الملك يزدجرد الثالث شرقاً مِنْ المدائن ، وترك خلفه أغلب الخزانةِ الإمبراطوريةَ الواسعةَ ، وفتح المسلمون العرب المدائن بعد ذلك ، وتركت الدولة الساسانية مصدراً مالياً قوياً لهم استطاعوا الاستفادة منها ، وكَانت الإمبراطوريةُ الساسانية في ذلك مستنزفة ومقسّمة وبدون حكومةِ قوية مركزية فعّآلةِ ، في وقت الغزوات العربيةِ ، وتطورت الأحداثَ بعد ذلك بسرعة ، فبسبب الفراغ النسبي مِنْ السلطةِ في الإمبراطوريةِ كانت النتيجة هي الغزو الإسلامي لباقي أراضي الإمبراطورية في بلاد فارس ، وحاول عدد مِنْ حكام بلاد فارس الساسانيين دَمْج قواتهم لإيقاف الغزوات الإسلامية ، ولكن هذه الجهود كانت بلا فائدة بسبب انعدام السلطة المركزية القوية ، وتمت هزيمة هؤلاء الحكام في معركةِ نهاوند ، وكان الأمل الوحيد للإمبراطورية الساسانية لهزيمة العرب المسلمين هو طائفة فروسية هم ( طبقة النبلاء الأحرار ) ، وتم استدعاء هذه الفرقة العسكرية التي لم تكن جاهزة في كل وقت وحاولوا تكوين جيش وحيد للدفاع الأخير عن الإمبراطورية الساسانية ، ولكن أيضاً بلا فائدة بسبب عدم وجود التركيبة العسكرية المنضبطة وعدم وجود الدعم المالي للقوات العسكرية ، وتحطمت هذه الطائفة الفروسية تدريجياً بسبب الفوضى في الإمبراطورية ، فأصبحت الإمبراطورية الساسانية عاجزةَ جداً الآن الغزوات الإسلامية .

----------------- يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو محسن




عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 14/04/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 14, 2009 11:16 pm

------------ تابع
مع انتشار أخبار الهزائم المتتالية للجيوش الفارسية أمام العرب المسلمين هرب الملك يزدجرد الثالث مع نبلاء الدولة الفارسية من عاصمة الإمبراطورية نهاوند إلى المحافظة الشمالية خوزستان ، وبعد ذلك بسنوات تم اغتيال الملك يزدجرد الثالث على يد طحان في مرو سنة 651 م ، بينما بقية النبلاء استقروا في وسط آسيا حيث ساهموا كثيراً في الثقافة واللغة الفارسيةِ ونشروها في تلك المناطقِ وأسسوا السلالةِ الإيرانيةِ المحلية الأولى سلالة السامنيين تلك السلالة التي أرادتْ إنْعاش التقاليد الساسانية التي قيدها المسلمون بعد فتح بلاد فارس .
الشلل الغير متوقع للإمبراطوريةِ الساسانية اكتملَ بعد خمس سَنَوات ، وأغلب أراضي الدولة الساسانية أصبحت ضمن أراضي الخلافةِ الإسلامية الجديدة ، وعلى كل حال العديد مِنْ المُدنِ الفارسية قاومتْ وقاتلتْ ضدّ العرب المسلمين عدّة مرات ، مُدن مثل أصفهان والري وهمدان قام العديد من الخلفاء المسلمين بقمع الثورات فيها ثلاث مرات ولكن السكان المحليين في بلاد دخلوا في الإسلام برغبتهم ، وأما من لم يدخل الإسلام منهم فقد تم فرض الجزية عليه ، وهو مبلغ مالي أو عيني رمزي يؤخذ من أهل الكتاب والمجوس مرة كل عام .
وبعد ذلك قام العرب المسلمون بفتح بلاد فارس كلها ، وبفتح بلاد فارس على يد المسلمين وبمقتل الملك يزدجرد الثالث سنة 651 م كانت نهاية الإمبراطورية الساسانية .

الحكومة
الملك الساساني الخيالي شهريار تخبره شهرزاد بالقصص ، كما هو موجود في قصص ألف ليلة وليلة .
أَسّسَ الساسانيون إمبراطوريةً حدودها مقاربة لحدود الإمبراطورية الإخمينية ، وجعلوا إدارة هذه الإمبراطوريةِ من عاصمتهم تسيفون التابعة لمحافظة خفارفاران ، وقد أطلق الملوك الساسانيون على أنفسهم لقب شاهنشاه ( ملك الملوكِ ) ، وأما الملكات الساسانيات فقد كَانَ عِنْدَهُن لقب بينيبشينان بانيبشين ( ملكة الملكاتِ ) ، فأصبح الملوك الساسانيون هم السادة الكبار المركزيون لهذه الإمبراطورية وجعلوا النارِ المقدسةِ هي رمز الدين الوطني ، وهذا الرمزِ واضح على عملات الساسانيين المعدنية حيث الملك السائد بتاجِه وملابسه الفخمةِ يَظْهرُ على وجهِ العملة ، والنارِ المقدّسةِ رمز الدينِ الوطني على عكسِ العملة المعدنيةَ .
ربما تكون الأراضي الساسانية يحكمها عدد مِنْ الحُكَّامِ التافهينِ مِنْ العائلة الساسانية المالكةِ المعروفة بـ ( شهردار ) ولكن الإشراف المباشر على الحكم هو للملك ( شاهنشاه ) ،وقد تميز حكم الساسانيين بالمركزيةِ الكبيرةِ والتخطيط الحضري الطموح والتنمية الزراعية والتحسينات التقنية ، ولكن كان تحت الملك الساساني بيروقراطية قويَّة نفّذتْ مُعظم شؤونِ الحكم ، وضمن هذه البيروقراطيةِ كانت هناك الكهانة الزرادشتية وكَانتْ قويَّةَ جدّاً ، والكاهن الأكبر للديانة المجوسية ( الزرادشتية ) في الإمبراطورية الساسانية يعتبر مساوياً للقائد الأعلى للجيوش الساسانية ( إيران سپاهبود ) ، وكان رئيس نقابة التجار والتُجّارَ ( هو توخشان بود ) وكذلك وزير الزراعة ( واستريوشانسالار ) الذي كَانَ أيضاً رئيسَ المزارعين كَانوا جميعاً تحت الإمبراطورِ الساساني ، وهم الرجال الأقوى والأعلى مرتبة بعد الإمبراطور في الدولة الساسانية .
تم إعداد مجلس الدولة في الإمبراطورية الساسانية وهو يضم الإمبراطور الساساني ووزراءه ، يتَصرّفَ الملكُ الساساني عادةً بنصيحةِ وزرائه الذين يكونون في مجلس الدولة ، المسعودي المؤرخ المسلم مَدحَ الإدارة الممتازة للملوك الساسانيين وسياستهم المنظمة بشكل جيد ، وعنايتهم بشؤون الإمبراطورية ، وإزدهار مملكتهم في جميع المجالات .
الحكم في الإمبراطورية الساسانية وراثي في الأوضاع الطبيعية ولكن قد يجعل الملك الحكم من بعد للابن الأصغر في حالتين :
1 - عندما لا يكون الوريثَ المباشرَ موجوداً .
2 - إذا اختار النبلاء والأساقفة في الدولة هذا الابن الأصغر ، ولكن يُحدد إختيارهم في أعضاء العائلة المالكة .
طبقة النبلاء في الإمبراطورية الساسانية هي عبارة عن خَلِيْط من العشائرِ الفارسية القديمة وعوائل أرستقراطية فارسية وعوائل نبيلة مِنْ الأراضي الخاضعة للإمبراطورية ، وقد إرتفعت العديد مِنْ العوائلِ النبيلةِ الجديدةِ بعد حلول السلالةِ الساسانية وسيطرتها على الحكم في بلاد فارس ، بينما العديد مِنْ العشائرِ الفارسيةِ المهيمنةِ سابقاً في الإمبراطورية بارثيون البارثية وهي سبع عشائر فارسية بقيت وكانت لها الأهميةِ الكبيرة في الإمبراطورية الساسانية ، في عهد الملك المؤسس للإمبراطورية أردشير الأول كانت العوائل البارثية القديمة ( سورين باهلاف ) و ( كارين باهلاف ) مع عِدّة عوائل فارسية ( فارازيس ) و ( أنديجانز ) كنات لهم مرتبة شريفة وعظيمة في الإمبراطورية الساسانية ، وريث الملك أردشير الأول وهو الملك شابور الأول كانت له علاقة وطيدة ببيت عائلة ( سورين باهلاف ) بسبب أمه ، وهذا واضح في الرمز الذي استعمله قمة جوندوفر ودائرة أحاطت بالهلال ، وأيضاً إضافة إلى العوائلِ غيرِ الإيرانية النبيلةَ والإيرانيةَ هناك أيضاً ملوك مرو وسيستان وأبارشهر وكرمان وإيبريا وأديابين كانت لهم منزلة كبيرة بين النبلاء في الإمبراطورية ، وفي حقيقة الأمر أن بعض العوائل النبيلة في الإمبراطورية مثل سورين وكارينز وفارازيس قد تمتعت بحكم شبه مستقل في بعض الولايات الساسانية ، وأبقت عائلة سورين باهلاف قاعدتهم في سيستان وحَكمَت إحدى فروع العائلة المنطقةَ التي حول نيشابور ، وهكذا فإن العوائل النبيلة التي ظهرت في الإمبراطوريةِ الساسانية استمرّتْ في حكمها لهذه الولايات بحكم حقها الشخصي بالرغم من تبعيتها للإمبراطورية الساسانية .
عُموماً ، فإن عائلة بوزرجان تعتبر مِنْ العوائلِ الفارسيةِ التي حصلت المواقعَ الأقوى في الإدارةِ للإمبراطوريةِ ، إضافة إلى ذلك ذلك القادة العسكريين الذين كانوا يحكمون محافظاتِ الحدودِ ( مرزبان ) ، وكان القادة العسكريون يتفاوتون في المنزلة عند الملوك الساسنيون فمثلاً حكام محافظات الحدود الأكثر إستراتيجيةً مثل : محافظةِ القوقاز كانوا في منزلة أعلى من غيرهم حكام محافظات الحدود الآخرين .
من الناحية الثقافية طبق الساسانيون نظام التقسيم الطبقي الاجتماعي ، وهذا النظامِ كَانَت تدعمه الديانة الزرادشتية التي أصبحت الدين الرسمي للإمبراطورية الساسانية ، والزرادشتية أظهرت الأديانُ الأخرى بأنها كَانتْ قَدْ تُحمّلتْ بشكل كبير في الإمبراطورية ، ولكن أرادَ الأباطرة الساسانيون شعورياً أَنْ يُنعشوا التقاليد الفارسية وإزالة التأثير الثقافيِ اليوناني على الإمبراطورية وأراضيها .
[عدل] الجيش الساساني
للمقال الكامل ، اقرأ الجيش الساساني
العمود الفقري مِنْ الجيش الفارسي ( سباه ) في العصرِ الساساني كَانَ متكوّناً من اثنين مِنْ أنواعِ وحداتِ سلاح الفرسان الثقيلةِ : كليباناري و كاتفراكس ، هذه قوة سلاح الفرسان ، وهي متكوّنة من النبلاء الذين يتَدربون في شبابهم على الخدمة العسكرية ، ويدعمهم سلاحِ الفرسان الخفيفِ : مشاة ، ونّبّالون ( الذين يرمون السهام ) ، وتَركّزتْ وسائلُ الساسانين في عَرْقَلَة العدو في النّبّالين ، وفيلة الحربِ، وقوَّات أخرى ، وهكذا يمكن في المعارك أن يفتح ذلك ثغرات في العدو يمكن لقوات سلاح الفرسان أن يستغلها .
وعلى خلاف أسلافِهم البارثيين ، فإنه قد طوّرَ الساسانيون أساليب الحصارِ وأصبحت متقدّمةِ ، وخَدمَ هذا التطويرِ الإمبراطوريةَ الساسانية جيداً في النزاعاتِ مَع الرومان ، التي يتمحور فيها النجاح في القدرةِ على الإِسْتِيلاء على المُدنِ والنقاطِ المُحَصَّنةِ الأخرى ، بالمقابل طوّرَ الساسانيون أيضاً عدد مِنْ التقنياتِ للدفاع عن مُدنِهم مِنْ الهجومِ ، الجيش الساساني كَانَ مشهوراً بسلاح فرسانه الثقيلِ الذي كَانَ يماثل كثيراً جيشِ سلفِه الفارسي ولكنه كان أكثر تقدّماً وفتكاً منه ، المؤرخ اليوناني أميانوس ماركيلينوس وصف سلاح الفرسان الثاني ( كليباناري ) الذي قام بتجهيزه وتنظيمه الملك شابور الثاني . وفي الحقيقة أن سلاح الفرسان الثقيل الإسلامي المخيف كَان مماثلاً بشكل حرفي للعرب الذين تَبنّوا أسلحةَ ووسائلَ سلاحِ الفرسان ( كليباناري ) ، وسلاح الفرسان الثقيلِ العربي الإسلامي الذي إجتاحَ بقيّةَ الإمبراطورية الرومانية ، طورت الإمبراطورية الساسانية في الجيش الفارسي طبقة النبلاء ( أزادان ) كطائفة فروسية ، وطورت أسلحة سلاح الفرسان ( كليباناري ) وقام العرب بتبني هذه الفرق العسكرية
---------- يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو محسن




عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 14/04/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 14, 2009 11:18 pm

------------ تابع
التي استغلها فيما بعد للغزو الإسلامي والذي تباعاً أعطاها للغرب ، الإنفاق المالي على الطائفة الفروسية ( أزادان ) إلى جانب أنهم ظهروا بمظهر المدافع عن العرش الساساني كل هذه العوامل اشتركت في بقاء هذه الطائفة الفروسية واستمرارها ، وكذلك كانوا الأكثر بروزاً في الحروب باعتبار أنهم هم المدافعين عن العرش الساساني ، وكَانَت الإمبراطورية في ذلك الوقت غير مستنزفة ولا مقسّمة وليست بدون حكومةِ فعّآلةِ في وقت الغزوات العربيةِ الإسلامية ، الطائفة الفروسية ( أزادان ) قوات حماية الحدود أن تهزمهم ، ولَكنَّهم ما كَانَوا أبداً يُسْتَدْعون ولكن بمرور الوقت ، تَجلّتْ الأحداث بسرعة ، وظهر الفراغ النسبي في السلطةِ في الإمبراطوريةِ ، وكانت النتيجة الغزو الإسلامي ، والعجيب أن الطائفة الفروسية ( أزادان ) لا تزالتَبْقى في الروح ، ليس من الناحية الشخصية ، ولكن في أوروبا الغربية التي أسست هذا الفرقة العسكرية تباعاً للعرب فجعلت لها عقارات إقطاعية في القرون الوسطى لتمويلها ، وأصبحت هي رمز الشرف الفروسي وإلتزاماً نبيلاً بالدفاع عن العرش في القرون الوسطى في أوروبا .
[عدل] النزاعات
للمقال الكامل ، اقرأ العلاقات الرومانية مع البارثيين والساسانيين و معارك الإمبراطورية الساسانية و الحروب الرومانية الفارسية
كما أن الساسانيين ورثوا دولة البارثيين واستمروا في حروبهم مع الإمبراطورية الرومانية فقد استمرت الصراعات والعمليات الحربيه مع الامبراطوريه الرومانيه حتى بعد انقسامها في 395 م إلى : الامبراطوريه الرومانيه الشرقية ( البيزنطية ) ، وعاصمتها القسطنطينية ، التي حلت محل الامبراطوريه الرومانيه ، وقد استمر وصف الفرس الساسانيين لها بـ ( العدو الغربي ) كما وصفت الإمبراطورية الرومانية قبل انقسامها ، والاعمال العداءيه بين الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية أصبحت أكثر توتراً ، وقد كانت الإمبراطورية الساسانية على غرار الإمبراطورية الرومانية في صراع دائم مع الممالك المجاورة والبدو الرحل ، وبالرغم من أن الساسانيين لم يستطيعوا القضاء بشكل تام على غارات البدو الرحل ، إلا أنهم نجحوا بشكل كبير في التعامل معها أكثر من الرومان ، وذلك بسبب استعمالهم لسياسة منظمة وحملات تهديد رادعة للبدو الرحل .
أما في الغرب ، فقد كانت حدود الإمبراطورية الساسانية مناخمة لإقليم كبير للإمبراطورية البيزنطية ، وكان إقليماً مستقراً وهادئاً ، ولكن في الشرق كان أقرب جيران الإمبراطورية هما : الإمبراطورية الكاشانية ، وقبائل البدو الرحل مثل : الهون البيض ، وقد قامت الإمبراطورية الساسانية ببناء بعض التحصينات مثل : قلعة طوس ومدينة نيسابور التي تحولت فيما بعد إلى مركز للتعلم والتجارة ، كما ساعد في الدفاع عن المقاطعات الشرقية للإمبراطورية من الهجوم .
في جنوب ووسط الإمبراطورية : القبائل العربية البدويه حين اغارت على الإمبراطورية الساسانية ، قام الساسانيون بتأسيس مملكة المناذرة العربية وعاصمتها ( الحيرة ) ، لكي تفصل بين البر الرئيسي للإمبراطورية وبين القبائل العربية الغازية .
بسبب الصراع بين الإمبراطور الساساني كسرى الثاني ( أبرويز ) وملك المناذرة النعمان بن المنذر سنة 602 م والذي أدى فيما بعد إلى معركة ذي قار سنة 609 م وبسبب الحروب الطاحنة بين الإمبراطورية البيزنطية بقيادة الإمبراطور البيزنطي هرقل ، أضعف ذلك الإمبراطورية الساسانية سياسياً وعسكرياً ، فلم تستقر الإمبراطورية بعد مقتل كسرى الثاني ( أبرويز ) بل قام الفرس بقتل من بعده من الملوك حتى انتهت دولتهم على يد العرب المسلمين ، وكذلك ضعفت الإمبراطورية عسكرياً بسبب إرهاق الجيش الساساني بالحروب مع البيزنطيين والقبائل العربية في الجاهلية والإسلام .
وفي الشمال ، كانت قبائل الخزر التركية وغيرها من البدو الرحل في كثير من الاحيان تقوم بالاعتداء على المقاطعات الشمالية من الامبراطوريه ، وبعد ذلك بوقت قصير قام الميديون بنهب الأراضي الساسانية في سنة 634 م ، ولكن قام الجيش الفارسي بهزيمة الميديين وطردهم ، وقام الساسانيون بعدها ببناء العديد من التحصينات في منطقة القوقاز لوقف هذه الهجمات .
[عدل] نشاطات الولايات الشرقية للإمبراطورية
[عدل] العلاقات مع الصين
للمقال الكامل ، اقرأ العلاقات الإيرانية الصينية
قامت الإمبراطورية الساسانية بإقامة علاقات خارجية قوية ونشطة مع الصين ، وأصبح في الصين سفراء من فارس وكثيراً ما يسافر إليها ، وقد ورد في الوثائق الصينية القديمة تقرير عن ثلاثة عشر سفيراً تجارياً ساسانياً جاءوا إلى الصين ، وكانت النشاطات التجارية البرية والبحرية مع الصين نشطة ، وكان ذلك مهماً على حد سواء عند الامبراطورية الساسانية والإمبراطوريات الصينية ، وقد تم العثور على اعداد كبيرة من القطع النقدية الساسانية في جنوب الصين مما يؤكد وجود التجارة البحرية بين الساسانيين والصينيين .
وقد أرسل الملوك الساسانيون في مناسبات مختلفة أكثر الراقصين والموسيقيين الفرس موهبة إلى الإمبراطورية الصينية في فترة حكم ليويانغ في عصر ( أسرة جين ) (265 م - 420 م ) وأسرة ( وي الشمالية ) وسلالة ( تشانجان ) - وهي سلالة فريدة من نوعها حكمت الصين - وسلالة تانغ وغيرها ، والسلالات الحاكمة في الإمبراطوريات الصينية وكذلك الإمبراطورية الساسانية على حد سواء استفادوا من التجارة على طول طريق الحرير ، والمصلحة مشتركة بين الطرفين في صون وحماية تلك التجارة ، وكان هناك تعاون في حراسة طرق التجارة عبر آسيا الوسطى ، وقاموا ببناء الآبار في مناطق الحدود الآمنة لإبقاء القوافل بعيدة من قطاع الطرق والقبائل الرحل .
سياسياً : بذل الساسانيون والصينينون جهوداً عديدة لعقد التحالفات بينهما ضد العدو المشترك ( الهفتاليون ) وهم قبائل الهون البيض ، وفي الوقت الذي نمت فيه قوة إحدى القبائل التركية ( كوكتلر ) في آسيا الوسطى تعاون الصينيون والساسانيون في محاربة هذه الإمبراطورية الوليدة التي تعتبر خطراً مشتركاً عليهما .
هرب فيروز - ابن الإمبراطور الساساني يزدجرد الثالث - وابنه نيرسي مع عدد قليل من النبلاء الفرس إلى الصين ولجؤوا إليها بعد الفتح الإسلامي للإمبراطورية الساسانية والقضاء عليها ، ومن المحتمل أنه في سنة 670 م تم إرسال قوات صينية مع فيروز من اجل استعادة الحكم الساساني واسترجاعه لعرشه وقد كانت نتائج المعارك مع المسلمين متفاوتة ، وربما استطاع أن يسترجع ( سيستان ) ( سكستان ) واستطاع فيروز حكمها في فترة قصيرة ، وهذه المعلومة التاريخية ظهرت من خلال بعض الآثار والأدلة من بعض النقود القليلة المتبقية ، ولكن بعد ذلك عاش نيرسي بن فيروز وذريته في الصين وتمت معاملتهم كأمراء بكل احترام .

------------ يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو محسن




عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 14/04/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 14, 2009 11:20 pm

-------------- تابع
التوسع نحو الهند
بعد سيطرة الساسانيين على إيران والمناطق المجاورة لها في عهد أول أباطرة الساسانيين أردشير الأول وكذلك الإمبراطور الثاني شابور الثاني ( 240 م - 270 م ) واستطاع توسيع سلطتهم شرقاً إلى ما يسمى اليوم بـ ( باكستان ) وشمال غرب ( الهند ) اللتان كانتا تتمتعان بالحكم الذاتي تحت الإمبراطورية الكاشانية ، ولكن الكاشانيين اضطروا في النهاية الخضوع للساسانيين ، ورغم ضعف الإمبراطورية الكاشانية في مناطق شمال الهند في القرن الثالث الميلادي إلا أنه نمت قوة وسيطرة إمبراطورية غوبتا عليها في القرن الرابع الميلادي ، ولكن من الواضح أنه كان للإمبراطورية الساسانية سيطرة وقوة وتأثير على مناطق شمال غرب الهند طوال هذه المدة .
وكان هناك اتصال ثقافي وسياسي بين بلاد فارس وشمال غرب الهند خلال هذه الفترة بسبب بعض انتشار الثقافة الساسانية في مناطق كوشان المحتلة ، وتأثر الكوشانيون بالساسانيين في تصور مفهوم ( الملكية ) ، وانتشرت التقاليد الساسانية في تجارة المنسوجات والأواني الفضية .
ولكن هذا الاتصال الثقافي بين الكوشانيين والساسانيين لم يستطع أن يغير من الممارسات الدينية للساسانيين أو مواقفهم من الكوشانيين ، لأن الساسانيين كانوا يقومون بالدعوة للزرادشتية الديانة الرسمية للدولة ، بل ويقومون في بعض الأحيان على اضطهاد الأقليات الدينية في الإمبراطورية وإجبارهم على اعتناق الديانة الزرادشتية ، بينما يفضّل الكاشانيون أسلوب ( التسامح الديني ) .
وانحدر الاتصال الثقافي بين بلاد فارس والهند إلى أدنى مستوى خلال تلك الفترة ، ولكن بقي هناك اتصال ثقافي بينهما ، فعلى سبيل المثال : استورد الفرس من الهند لعبة ( الشطرنج ) وغيّروا اسم اللعبة من ( شطرنجا ) إلى ( شطرنج ) ، وفي المقابل : أخذ الهنود من الفرس لعبة ( الطاولة ) .
وخلال فترة حكم الإمبراطور الساساني كسرى الأول تم استيراد العديد من الكتب من الهند وترجمتها إلى ( البهلوية ) اللغة الرسمية للإمبراطورية الساسانية ، ومن الأمثلة البارزة لذلك : ترجمة قصص ( دليلة ودمنة ) الهندية على يد ( برزويه ) أحد وزراء كسرى الأول بناءً على أمره ، وهذه الترجمة الفارسية لهذه القصص الهندية عرفت طريقها فيما بعد إلى اللغة العربية واللغات الأوروبية ، وقد ذكر الفردوسي في كتابه ( شاه مانه ) التفاصيل الكاملة للقصة الأسطورية لرحلة الوزير ( برزويه ) إلى الهند للحصول على كتاب ( دليلة ودمنة ) .
المجتمع الإيراني تحت الحكم الساساني

للموسيقى والشعر أهمية كبيرة في إيران القديمة كما هو الحال اليوم ، صورة القرن السابع لعصر الموسيقيين الساسانيين
كانت الحضارة الساسانية وكان المجتمع الساساني مزدهرين ، ولم يكن ينافسهم في هذا الازدهار إلا الحضارة البيزنطية ، وكان التبادل الثقافي والعلمي بين الإمبراطوريتين شاهداً على التنافس والتعاون بينهما .
من أبرز الفروق بين الإمبراطوريتين البارثية والساسانية هو الحكومة المركزية ، فالساسانيون من الناحية النظرية كانوا يعتبرون مجتمعاً مثالياً يمكن فيه الحفاظ على الاستقرار والعدالة ، وقد توفر لذلك العامل القوي وهو الحكومة المركزية الساسانية ، ولكن كان نسيج المجتمع الساساني شديد التعقيد مع وجود نظم مستقلة للتنظيم الاجتماعي الذي يتحكم في العديد من المجموعات الاجتماعية المختلفة داخل الإمبراطورية ، يعتقد المؤرخون أن المجتمع الساساني كان ينقسم إلى أربع فئات : الكهنة ( في الفارسية : آتروبان ) ، المقاتلون ( في الفارسية : أرتشتاران ) ، الأمناء ( في الفارسية : دبيران ) ، والعامة ( في الفارسية : هوتخشان - واستريوشان ) ، ولكن الطبقة المتميزة في المجتمع الساساني هم : شاهنشاه ومعناه : ملك الأملاك ( الإمبراطور الساساني ) وهو الذي يحكم على جميع الأمراء وطبقة النبلاء ( في الفارسية : بزركان ) والحكام للولايات الساسانية ، وكان ( شاهنشاه ) والكهنة وطبقة النبلاء يشكلون طبقة متميزة في المجتمع الساساني ، وكان هذا النظام الاجتماعي صارماً - إلى حد ما - في الإمبراطورية الساسانية .
الانتماء إلى طبقة معينة كان يقوم على أساس الوراثة أو ( الولادة ) ، ولا يوجد استثناء في ذلك للانتقال من رتبة إلى أخرى إلا على أساس الجدارة والكفاءة ، وكان من وظائف الملك الساساني هو الضمان لاستقرار هذه الفئات وعدم تداخلها ، وكان هذا النظام الاجتماعي يكفل عدم قمع القوي للضعيف في الدولة ، وفي نفس الوقت : يبقي الضعيف على ضعفه ، وكان الحفاظ على هذا التوازن الاجتماعي هو جوهر العدالة الملكية في الإمبراطورية الساسانية ، وكانت فعالية أداء هذه الفئات في المقابل يقوم على أساس تمجيد النظام الملكي قبل كل شيء .
وكان المجتمع الساساني ينقسم إلى : أزادان أو أزاتان ( الأحرار ) ، وكذلك غيرهم من حراسهم ، وهؤلاء الحراس كانوا متحدرين من الغزاة الآريين القدماء ومجموعات من الفلاحين غير الآريين ، وقد تشكل من هذه الطبقة الارستقراطية الكبيرة ( أزاتان ) عدد قليل من المسؤوليين الإداريين ، ومعظمهم كانوا يعيشون على تجارة العقارات الصغيرة ، وقد كانت هذه الطبقة هي العمود الفقري لسلاح الفرسان في الجيش الساساني .


الاسم:فيصل أحمد الحارثي ------------------ الصف:1/4

رابط موقع البحث: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هاني باحارث




عدد المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 26/03/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 15, 2009 6:48 am

اشكرك يافيصل على مجهودك وعلى هذه المعلومات الوافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amoory




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 02/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 4:43 am

دولة الغساسنة
الغساسنة سلالة عربية يمنية الأصل هجرت بلادها بعد انفجار سد مأرب في القرن الثالث ميلادي متجهة إلى بلاد الشام. كانوا من أوائل العرب الذين تنصروا. والغساسنة بطون متعددة من الأزد وغير الأزد نزلوا ماءً يقال له غسان فنسبوا إليه. ومن أكبر شعرائهم امرئ القيس وجذم بن سنان الغساني وعبد المسيح بن عمرو وعدي بن الرعلاء الغساني.

امتد نفوذ الغساسنة إلى بلاد الشام فقامت أبنيتهم، وهو كانوا بناة مشهورين، على طول حزام السهوب- البادية الممتدة من الفرات إلى خليج العقبة. وشهدت هذه المنطقة على أيدي الغساسنة عمليات تجديد كبيرة للأبنية والمنشآت كما أضافوا إليها بتشجيع من الحكام الأمويين. وشيدوا كذلك أديرة عديدة. وقد بقي من تلك المباني حتى يومنا هذا: برج الدير في قصر الحير الغربي بين دمشق وتدمر، والإيوان بالرصافة. وهذه الأخيرة كانت مدينة شفيع الغساسنة في الحرب القديس سرجيوس.

كان الغساسنة من القائلين بالطبيعة الواحدة للمسيح. وقام أشهر ملوكهم الحارث بن جبلة (529-569م) بإحياء الكنيسة المونوفيزية وتولى سيامة يعقوب البرادعي الذي سارت الكنيسة المونوفيزية (اليعاقبة) تنسب إليه. واستعمل الغساسنة كتاب قراءات من الكتاب المقدس باللغة العربية. وهذا ما يشهد لهم على تعلقهم بالهوية العربية. وقد وجدت نقوش عربية في أديرة وكنائس تابعة لهم بينها النقش الطويل في دير هند بالحيرة فضلاً عن نقش حرّان، وهو النقش العربي المسيحي الوحيد الذي بقي من ديار غسان.

ظلّت الجابية التي كانت تقع في هضبة الجولان السورية عاصمة للغساسنة ومركزاً سياسياً وعسكرياً مهماً طوال العهد الاموي. وكان الغساسنة كالتنوخيين والسليحيين موالين أصلاً للبيزنطيين فاكتسبوا من هؤلاء مهارات إدارية وعسكرية وضعوها تحت تصرف الأمويين اللذين اعتمدوا على هذه القبائل وبخاصة غسان وجيزان وكلب في أعمال إدارية وعسكرية. وكانت غسان قد حمت الحدود السورية لصالح الامبراطورية البيزنطية.



الطالب عمار عبدالرحمن صالح كلنتن 1/4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسام




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 19/04/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالإثنين مايو 04, 2009 3:14 am

معركة نهاوند

وهي وقعة عظيمة جدا لها شأن رفيع ونبأ عجيب وكان المسلمون يسمونها فتح الفتوح

قال ابن إسحق والواقدي كانت وقعة نهاوند في سنة إحدى وعشرين وقال سيف كانت في سنة سبع عشرة وقيل في سنة تسع عشرة والله أعلم وإنما ساق أبو جعفر بن جرير قصتها في هذه السنة فتبعناه في ذلك

وكان الذي هاج هذه الوقعة أن المسلمين لما افتتحوا الأهواز ومنعوا جيش العلاء من أيديهم واستولوا على دار الملك القديم من اصطخر مع ما حازوا من دار مملكتهم حديثا وهي المدائن وأخذ تلك المدائن والأقاليم والكور والبلدان الكثيرة فحموا عند ذلك واستجاشهم يزدجر الذي تقهقر من بلد إلى بلد حتى صار إلى اصبهان مبعدا طريدا لكنه في أسرة من قومه وأهله وماله وكتب إلى ناحية نهاوند وما ولاها من الجبال والبلدان فتجمعوا وتراسلوا حتى كمل لهم من الجنود مالم يجتمع لهم قبل ذلك( مائة وخمسين ألفا) فبعث سعد إلى عمر يعلمه بذلك فتجمعوا قرب نهاوند فبعث عمر بكتاب جاء فيه.

(بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى النعمان بن مقرن سلام عليك فاني احمد إليك الله الذي لا اله إلا هو وأما بعد فانه قد بلغني أن جموعا من الأعاجم كثيرة وقد جمعوا لكم بمدينة نهاوند فإذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبعون الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين ولا توطئهم وعرا فتؤذيهم ولا تمنعهم حقهم فتكفرهم ولا تدخلهم غيضة فان رجلا من المسلمين أحب إلى من مائة ألف دينار والسلام عليك فسر في وجهك ذلك حتى تأتي ماه فاني قد كتبت إلى أهل الكوفة أن يوافوك بها فإذا اجتمع إليك جنودك فسر إلى الفيرزان ومن جمع معه من الأعاجم من أهل فارس وغيرهم واستنصروا وأكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله)

وكتب عمر إلى نائب الكوفة عبد الله بن عبدا لله أن يعين جيشا ويبعثهم إلى نهاوند وليكن الأمير عليهم حذيفة بن اليمان حتى ينتهي إلى النعمان بن مقرن فان قتل النعمان فحذيفة فان قتل فنعيم بن مقرن وولي السائب بن الأقرع قسم الغنائم فسار حذيفة في جيش كثيف نحو النعمان ابن مقرن ليوافوه بماه وسار مع حذيفة خلق كثير من أمراء العراق فكل جيش المسلمين في (ثلاثين ألفا) من المقاتلة وبعث النعمان بن مقرن الأمير بين يديه طليعة ثلاثة وهم طليحة وعمرو بن معدي كرب الزبيدي وعمرو بن أبي سلمة ويقال له عمرو بني ثبي أيضا ليكشفوا له خبر القوم وما هم عليه فسارت الطليعة يوما وليلة فرجع عمرو بن ثبي ثم رجع بعده عمرو بن معدي كرب وقال لم نر أحدا وخفت أن يؤخذ علينا الطريق ونفذ طليحة ولم يحفل برجوعهما فسار بعد ذلك نحوا من بضعة عشر فرسخا حتى انتهى إلى نهاوند ودخل في العجم وعلم من أخبارهم ما أحب ثم رجع إلى النعمان فأخبره بذلك وأنه ليس بينه وبين نهاوند فلما تراءا الجمعان كبر النعمان وكبر المسلمون ثلاث تكبيرات فزلزلت الأعاجم ورعبوا من ذلك رعبا شديدا ( واسمع إلى هذه التربية المحمدية والشجاعة الفائقة للصحابي الجليل المغيرة بن شعبه ) وقد بعث أمير الفرس يطلب رجلا من المسلمين ليكلمه فذهب إليه المغيرة بن شعبة فذكر من عظم ما رأى عليه من لبسه ومجلسه وفيما خاطبه به من الكلام في احتقار العرب واستهانته بهم وأنهم كانوا أطول الناس جوعا واقلهم دار وقدرا وقال ما يمنع هؤلاء الأساورة حولي أن ينتظموكم بالنشاب إلا مجا من جيفكم فان تذهبوا نخل عنكم وان تأبوا نزركم مصارعكم قال فتشهدت وحمد الله وقلت لقد كنا أسوأ حالا مما ذكرت حتى بعث الله رسوله فوعدنا النصر في الدنيا والخير في الآخرة وما زلنا نتعرف من ربنا النصر منذ بعث الله رسوله إلينا وقد جئناكم في بلادكم وإنا لن نرجع إلى ذلك الشقاء أبدا حتى نغلبكم على بلادكم وما في أيديكم اونقتل بأرضكم .

وجاءت اللحظة الحاسمة وبدأت المعركة

فلما حان الزوال صلى بالمسلمين ثم ركب برذونا له احوي قريبا من الأرض فجعل يقف على كل راية ويحثهم على الصبر ويأمرهم بالثبات ويقدم إلى المسلمين انه يكبر الأولى فيتأهب الناس للحملة ويكبر الثانية فلا يبقى لأحد أهبة ثم الثالثة ومعها الحملة الصادقة ثم رجع إلى موقفه وتعبت الفرس تعبئة عظيمة واصطفوا صفوفا هائلة في عدد وعدد لم ير مثله وقد تغلغل كثير منهم بعضهم في بعض والقوا حسك الحديد وراء ظهورهم حتى لايمكنهم الهرب ولا الفرار ولا التحيز ثم أن النعمان بن مقرن رضي الله عنه كبر الأولى وهز الراية فتأهب الناس للحملة ثم كبر الثانية وهز الراية فتأهبوا أيضا ثم كبر الثالثة وحمل الناس على المشركين وجعلت راية النعمان تنقض على الفرس كانقضاض العقاب على الفريسة حتى تصافحوا بالسيوف فاقتتلوا قتالا لم يعهد مثله في موقف من المواقف المتقدمة ولا سمع المسامعون بوقعة مثلها قتل من المشركين ما بين الزوال إلى الظلام من القتلى ما طبق وجه الأرض دما بحيث أن الدواب كانت تطبع فيه حتى قيل أن الأمير النعمان بن مقرن زلق به حصانة في ذلك الدم فوقع وجاءه سهم في خاصرته فقتله وأخفى موته ودفع الراية إلى حذيفة بن اليمان فأقام حذيفة أخاه نعيما مكانه وأمر بكتم موته حتى ينفصل الحال لئلا ينهزم الناس فلما اظلم الليل انهزم المشركون مدبرين وتبعهم المسلمون وكان الكفار قد قرنوا منهم ثلاثين ألفا بالسلاسل وحفروا حولهم خندقا فلما انهزموا وقعوا في الخندق وفي تلك الأودية نحو مائة ألف وجعلوا يتساقطون في أودية بلادهم فهلك منهم بشر كثير نحو مائة ألف أو يزيدون سوى من قتل في المعركة ولم يفلت منهم إلا الشريد وكان الفيرزان أميرهم قد صرع في المعركة فانفلت وانهزم

*ثم جاء دور القائد البطل الذي لم يفل له سيف ولم يهزم له جند خالد بن الوليد وكتب بكتابين أحدهم للعامة والأخر لملوك فارس. واستشعر أخي الحبيب معنى العزة والفخر من بين تلك السطور التي وإن كتبت بحروف من ذهب لا توفى حقها فهي عزة الإسلام والمسلمين (فقال لرجل‏:‏ ما اسمك قال‏:‏ مُرّة قال‏:‏ خذ هذا الكتاب فأت به أهل فارس لعل اللهّ أن يُمِرَّ عليهم غيشهم وقال لآخر‏:‏ ما اسمك قال‏:‏ هرقيل قال‏:‏ خذ هذا الكتاب وقال‏:‏ اللهم أرهق نفوسهم وكان في أحد الكتابين

الكتاب الأول: بسم اللّه الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس أما بعد فالحمد للّه الذي حلّ نظامكم ووهَن كيدكم وفرق كلمتكم ولو لم يفعل ذلك بكم كان شرًا لكم فادخلوا في أمرنا ندعكم وأرضكم ونجوزكم إلى غيركم وإلا كان ذلك وأنتم كارهون على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ‏"‏‏.‏

وكان في الكتاب الآخر‏:‏ ‏"‏ بسم اللهّ الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس أما بعد فالحمد لله الذي فرق كلمتكم وفلّ حدّكم وكسر شوكتكم فاسلموا تسلموا وإلا فأدوا الجزية وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الخمر ‏"‏‏.‏

بهذه الكلمات الخالدة أختم معركة نهاوند ولعل الله أن يجعل لهذه الكلمات الأثر البليغ في نفوسنا

هذا ملخص ما ذكره ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الجزء السابع
الســـلف الـــصالح - دخول


سعيد مساعدالمالكي
1/4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد همايون




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 03/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالإثنين مايو 04, 2009 7:00 pm

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الموضوع بلاد ما وراء النهر

صورة توضيحية لبلاد ما وراء النهريطلق مسمى بلاد ماوراء النهر على الدول الواقعة وسط اسيا والتي عرفت فيما بعد باسم اسيا الوسطى وبلاد القوقاز, حيث يوجد في اسيا الوسطى دول: كازاخستان, أوزبكستان, تركمانستان, قيرغيزستان وطاجيكستان, بالاضافة إلى بعض الولايات الروسية الاخري التي تتمتع بالحكم الذاتي داخل الاتحاد الروسي وهي الشيشان, أنجوشيا, داغستان, بلقاريا, أوستيا الشمالية, وأديجيا. وتعد كذلك جمهورية أبخازيا -الواقعة تحت الحكم الجورجي– جزءا من بلاد القوقاز.

الديانة السائدة في تلك المناطق هي الاسلام, ويشكل الأوزبك, الاتراك, الطاجيك, الكازاخ والروس الاغلبية العرقية في تلك المناطق.

وقد عرف الأوروبيين هذه المنطقة حتى بداية القرن العشرين باسم ترانساوكسانيا؛ وهي ترجمة لاتينية للاسم الذي أطلقه العرب عندما فتحوا تلك المنطقة في القرن الهجري الأول وهو "بلاد ما وراء النهر". ثم اطلق عليها اسم بلاد ما وراء النهر إشارة إلى النهرين العظيمين اللذين يحدانها شرقا وغربا: نهر السير داريا (2212 كم) والآمور داريا (1415 كم)؛ وبالعربية نهر "جيحون" ونهر "سيحون" بالاستعارة من أسماء أنهار الجنة. وهذه المنطقة الملاصقة للقوقاز لها مكانة رفيعة في التاريخ؛ ومازال يشهد لها على تلك المكانة أسماء مدنها، مثل: سمرقند – بخارى – فرغانة – طشقند – خوارزم – مرو – ترمذ. وهي أسماء تدل على أعلام لهم مكانتهم في التاريخ، مثل: الخوارزمي، والفارابي، والبخاري، والترمذي، وابن سينا، والجرجاني، والسجستاني، والبيروني.

أما بلاد القوقاز فهي الجزء الاخر من بلاد ما وراء النهر ويقصد به المنطقة الجبلية الوعرة الممتدة على مسافة 1200 كم بين البحرين: الأسود والخزر (قزوين)؛ وهي الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا.

وقد وصلت الدعوة الإسلامية إلى بلاد ما وراء النهر في عهد مبكر من تاريخ الإسلام بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي – رحمه الله - . إلا أن الفتوحات الإسلامية لم تستقر في أوزبكستان إلا في أواخر النصف الثاني من القرن الهجري الأول في أيام الخلفاء الأمويين عبد الملك بن مروان وأبنائه الوليد وسليمان وهشام . وقد اعتنق أهالي بلاد ما وراء النهر الدين الإسلامي أفواجاً وجماعات 99هـ - 101هـ. وتشهد على ذلك الوقائع التاريخية المشهورة.


[عدل] فتح بلاد ما وراء النهر
يمكن تقسيم بلاد ماوراء النهر إلى خمسة أقاليم : الصغد و فيه بخارى و سمرقند ، وخوارزم و يختلف عن إقليم خراسان الذي يقع جنوبه ، والصغانيان و بذخشان و الختّل وفيه مدينةترمذ ، و فرغانة ، والشاش .

وبلاد ماوراء النهر جزء من تركستان الغربية التي تضم في الوقت الحاضر: جمهورية أوزبكستــان وطاجكستــان ، وقد سكنها الترك ، وكان لهـم فيها إمبراطورية عظيمة قبل الميلاد ، وقد سكن المنطقة أيضاً الإيرانيون أيضاً ويبدو أنهم اغتصبوا تلك الأصقاع من الترك ، وكانت عقائد أهل المنطقة الزرادشتية وهي ديانة الإيرانيين والبوذية القادمة من الشرق .

وكان لملوكهم ألقاب منها : خاقان : وهو لقب من ألقاب السيادة التي تطلق على أباطرة المغول والترك العظام ومعناه ملك الملوك . وأما الخان فهو الحاكم الإقليمي لبعض الولايات التي كانت تتكون منها الإمبراطورية المغولية في تركستان . أما طرخان فكان يطلق على الأشراف من الرجال الذين يمنحهم الخاقان امتيازات خاصة تشمل الإعفاء من الضرائب مع الحق في أخذ نصيب من غنائم المعركة ، ومنها الدخول إلى أرض الخاقان بدون استئذان .

طرخون صيغة أخرى من طرخان وله امتيازات الإعفاء من الضرائب والامتيازات الأخرى ، فهما لفظان بمعنى واحد .

وكان ملوك بلاد ماوراء النهر مستقلين استقلالاً ذاتياً ولكنهم كانوا جميعاً يدينون بالولاء للخاقان عملياً أو نظرياً ، ولكن الحرب كانت تجمعهم ليصبحوا صفاً واحداً على عدوهم المشترك في الدفاع عن مصالحهم المشتركة .

وأما عن قصة الفتح الإسلامي لها زمن قتيبة فقد وصل قتيبة بن مسلم الباهلي سنة 86هـ خراسان والياً ، فخطب الناس وحثهم على الجهاد ، وانطلق قتيبة ، فلما كان ب( الطالقان ) تلقاه دهاقين بلخ وبعض عظمائها وساروا معه ، فلما قطع نهر جيحون - النهر الفاصل بين الأقوام الناطقة بالفارسية والتركية - تلقاه ملك ( الصغانيان ) بهدايا ومفتاح من ذهب ودعاه إلى بلاده فمضى معه وسلمه بلاده ، ثم سار إلى ملك (أخرون وشومان ) فصالحه ملكها على فدية أداها إليه .

وفي سنة 87هـ قدم نيزك طرخان فصالح قتيبة عن أهل ( باذغيس ) على أن لا يدخلها ، وأطلق الأسرى المسلمين الذي كانوا في يديه وبعثهم إلى قتيبة ثم قدم إليه نيزك بنفسه .

ثم سار قتيبة من ( مرو) إلى ( آمل ) ثم مضى إلى ( زم ) ، ثم اجتاز نهر جيحون وسار إلى ( بيكند ) ، من بلاد ( بخارى ) فاستنصروا ( الصغد )على قتيبة فأتوهم في جمع كثير ، وتأهب المسلمون للقتال ثم تزاحفوا والتقوا ، واعتصم من بالمدينة بالمدينة ، فركز سلاح الفعلة ( المهندسين ) على سورها لهدمه فسألوا الصلح فصالحهم ، وأمر عليهم رجلاً من بني قتيبة ، وارتحل عنهم فلما سار مرحلة أو مرحلتين [ المرحلة = 90 كم تقريباً ] نقضوا عهودهم فقتلوا العامل وأصحابه ومثلوا به ، وبلغه الخبر فرجع إليهم ، وقد تحصنوا فحاصرهم وقاتلهم شهراً ، واستطاع خرق التحصينات ، فطلبوا الصـلح فأبى وقاتلهم ؛ لأن النصر قد تحقق فظفر بهم عنوة فقتل من كان فيها من المقاتلة ، وعمر أهل (بيكند ) مدينتهم ثانية بإذن قتيبة .

ثم قفل يريد مرو فإذا ب( طرخان ملك الصغد ) و ( كوربغانون ملك الترك ) في مائتي ألف يريدون قتاله فهزمهما.

وفي سنة 88هـ فتح ( نومشكت) و( رامثينة ) من بخارى وصالح الأهالي ، وفيها غزا ملك الترك (كوربغانون) قتيبة في مائتي ألف مقاتل من أهل الصغد وفرغانة فكسرهم قتيبة وغنم منهم كثيراً .

وفي سنة 98هـ سار قتيبة إلى ملك بخارى ( وردان خذاه ) فلقيه في طريقـه ( الصغد ) وأهل ( كش ) فقاتلوه فظفـر بهم ، ومضى إلى بخارى ولكنه لم يحقق نصراً حاسماً فرجع إلى مرو .

وفي سنة 90هـ جدد قتيبة الصلح بينه وبين ( طرخون ملك الصغد ) وسار إلى ( بخارى ) ففتحها ، وفي السنة نفسها غدر ( نيزك طرخان ) ونقض الصلح وامتنع بقلعته ، وأرسل له قتيبة من استدرجه، واستشار الأمراء في قتله فاختلفوا فقال : والله إن لم يبق من عمري إلا ما يسع ثلاث كلمات لأقتلنه ، ثم قال : اقتلوه اقتلوه اقتلوه ، فقتل .

وفي سنة 91هـ فتح مدينة ( شومان ) بعد الحصار بالمنجنيقات ، وفي السنة التي تليها تم فتح مدينتي ( كش ) و( نسف ) .


محمد همايون 1/4 Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نـمـرود مـكـه




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 14/04/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالجمعة مايو 08, 2009 8:56 pm

مدينة طليطلة

كانت طليطلة من كبرى دول الطوائف رقعة ومساحة، وتحتل موقعًا حربيًا هامًا؛ حيث تقع على مشارف الأندلس الشمالية الوسطى، وعرفت منذ قيام الدولة الإسلامية بالأندلس بالثغر الأوسط؛ نظرًا لمتاخمتها حدود الممالك الأسبانية النصرانية، وعدت بذلك حاجز الدولة الإسلامية الشمالي الأوسط ضد عدوان النصارى.

وقامت في هذه المنطقة بعد سقوط الخلافة الأموية دولة "بني ذي نون" حيث تولى إسماعيل بن ذي نون حكم طليطلة سنة (427هـ= 1036م) لكنه لم يمكث في الحكم إلا قليلاً؛ إذ توفي في سنة (435هـ= 1043م) وخلفه ابنه يحيى بن إسماعيل، وتلقب بالمأمون.

الاستعانة بالقشتاليين

وقد استطال مدة حكم "المأمون بن ذي النون" ثلاثة وثلاثين عامًا، أنفق معظمها في حروب داخلية مع منافسيه من ملوك الطوائف، واستهل صراعه مع "ابن هود" صاحب مملكة "سرقسطة"، وهو جاره من الناحية الشمالية الشرقية، واستعان كل منهما في صراعه على توسيع رقعة مملكته ودولته بقشتالة ونافار الإمارتين المسيحيتين، بدلاً من أن يقفا معًا سدًا منيعًا في وجههما.

استباح النصارى أراضي المملكتين المسلمتين، بمساعي ابن هود وابن ذي النون الذميمة، وساءت أحوال المسلمين بعد أن عاث النصارى في أرضهم فسادًا، وتحركت مساعي الصلح بين الأميرين المسلمين، فتظاهرا بالرغبة في الصلح والمهادنة، ثم لم يلبثا أن عاودا القتال، كل واحد منهما يفسد أرض الآخر، وينزل بها الخراب والدمار بمساعدة حلفائه، واستمرت هذه الفتنة بين الأميرين ثلاثة أعوام من سنة (435 هـ= 1043م) إلى آخر سنة (438 هـ= 1046م)، ولم تتوقف هذه الحرب الوضعية إلا بوفاة ابن هود، وهدأت الأمور.


عبدالله محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 04/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالسبت مايو 09, 2009 5:06 am

قبيلة البجة

--------------------------------------------------------------------------------

قبيلة البجة:الحديث عن تاريخ البجة هو عبارة عن التأصيل لحضارة أمة لعبت دورها في تاريخ السودان الشرقي عبر القرون والشرق هو مدخل السودان التاريخي ، وذكر بعض المؤرخين أن البجة من الشعوب الحامية والتي استوطنت منذ اكثر منذ اكثر من أربعة الآلاف سنة المنطقة الممتدة من أسوان شمالا بمحاذاة النيل نحو سواحل البحر الأحمر وحتى مصوع جنوبا وقد جاء ذكرهم كثيرا في لوحات المصريين القدماء وجاء ذكرهم أيضا عند الرومان القدماء أيضا جاء ذكرهم في سجلات عيزانا ملك أكسوم وقد كان للبجة اثر وتأثير واتصال بكل تلك الحضارات القديمة وقد حسبت بلادهم قديما إنها بلاد الذهب والزمرد والجواهر والبخور والعاج والتوابل وغيرها من الثروات وقد ذهب كثير من المؤرخين ان الحكم على البجة بأنهم حاميون ليس له سند تاريخي ولا يتفق ولا يتفق مع الحقائق والوقائع التاريخية كما لا يتوافق مع طبيعة ونمط حياة البجة ولا مع سحناتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم كما ان وجود مضارب البجة ومنذ القدم مجازاة جزيرة العرب مهد لسلالات سامية عربية ان تعبر منذ غابر الزمان إلى الشاطئ الإفريقي وتنصهر مع السكان المحليينوقد تواتر ذلك في المصادر التاريخية القديمة ،و أكد المؤرخين العرب ان البجة ينحدرون من أصول عربية تكونت نتيجة لتلك الهجرات الضاربة في القدم من الجزيرة العربية وانهم اكتسبوا سماتا وأشكالا لتزاوجهم وامتزاجهم بالأجناس التي وجدوها بالسودان الشرقي وارتريا ثم غلبوا على تلك الأجناس بكثافة هجراتهم وسيطروا على تلك الديار فصارت مضارب لهم ومن الأجناس القديمة التي كانت موطنا لهم ما يعرف بإقليم البجة اليوم قبائل البازا والباريا والبت والهاشبري ، وذهب البعض انه كما واقع فان إطلاق كلمة البجة لا يعني نسبا بعينة لقومية أو عرق أو عنصر ولكنه يعني نمطا مميزا
القبائل التي تسكن اقليم البجة

أن القبائل التي تسكن إقليم البجة اليوم كثيرة وكل قبيلة تضم عددا من العموديات وتحت كل عمودية أعداد من الشيوخ والأعيان من تلك القبائل البني عامر والهدندوة والأمرأر والبشاريين والارتيقة والحدراب والحلنقة والسيقولاب والرشايدة والكميلاب والخاسة والملهتكاب والأشراف والشعياياب والحباب والحماسين والذبيدية وغيرها من البائل وعشائر المنطقة أهم مدن قبيلة البجة سواكن وبورتسودان وطوكر واروما والعقيق واركويت وسنكات وهمشكوريب ومحمد قول وقرورة وحلايب وغيرها ، ومن جزرهم بالبحر الأحمر باكياي ومسامير وجزيرة دقلل وابن عباس وغيرها وقيل أن سهل بريطي الشرق كانت تسكنه منذ اقدم العصور أمة من الهكسوس (ملوك الرعاة ) وقيل أن اقليات طهو وطارقيلي وهو هناك هم بقايا الهكسوس القدماء فقد قال عنهم جيمس بروس الرحالة الإنجليزي انهم بقايا الهكسوس واضاف اليهم السبدرات والماريا والالمدي وسموا ملوك الرعاة لا ن الكلمة من مقطعين (هيك) وتهني ملك (وسوس) وتعني راعي هذا ومن أهم النظارات البني عامر ونظارة الهدندوة ونظارة الامرأر ونظارة الحلنقة



الأسم/خالد حسن الخيري
الصف: 1/4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمحسن




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 22/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2009 1:43 am

البلفان <بلغـــــــــاريا>
بلغاريا أو جمهورية بلغاريا (بالبلغارية:Република България) دولة تقع جنوب شرقي أوروبا مطلة على البحر الأسود من جهته الغربية. تحدها رومانيا شمالا، وتركيا، واليونان جنوبا وجمهورية صربيا والجبل الأسود ومقدونيا غربا.وانضمت إلى الإتحاد الأوروبى في أول يناير 2007

اللغة الرسمية البلغارية
العاصمة صوفيا
أكبر مدينة صوفيا
نظام الحكم جمهوري برلماني
رأس الدولة الرئيس جيورجي بارفانوف
رئيس الحكومة سيرغيه ستانيشيف
المساحة 110,910 كم²
عدد السكان 7,537,929 (2003)
الكثافة السكانية 69.5 نسمة لكل كم²
العملة ليف
الناتج القومي الاجمالي 69 مليار دولار أمريكي (2005)
الناتج القومي للفرد 8,909 دولار أمريكي (2005)
فرق التوقيت UTC+2
النشيد الوطني Mila Rodino
رمز السيارات BG
رمز الانترنت الدولي .bg
رقم الهاتف الدولي +359
معلومات أساسية سيارات التاكسي لونها أصفر وبالعادة يجلس الراكب بجانب السائق

أرقام هواتف ضرورية: الشرطة 166، شرطة الطرق 165، الخدمة الطبية 150

عندما يريد البلغار قول نعم أو OK يحركون رؤوسهم للأعلى (مثلنا عندما نقول لا أو NO)

عند زيارة أي بيت بلغاري يستحسن خلع الأحذية، خصوصا في الشتاء، كما انه من اللياقات عند القيام بزيارة لأحد البلغار حمل هدية صغيرة: فاكهة، حلويات، زهور

الجغرافيا

تبلغ مساحة بلغاريا حوالي 111 ألف كيلومتر مربعا. تعد أحد دول البلقان الواقعة في جنوب شرق القارة الأوروبية. تأتي تسمية بلاد البلقان نسبة إلى سلسلة جبال البلقان التي تمر في البلاد من الغرب وحتى الشرق. تنقسم بلغاريا إلى المناطق ثرايس، موسيا ومقدونيا.

تتواجد المرتفعات في جنوب غرب البلاد، بها أعلى قمة في بلاد البلقان هي موزالا Musala حيث يبلغ ارتفاعها 2,925 متر فوق سطح البحر. في الجنوب الشرقي، يوجد هضاب وسهول على امتداد ساحل البحر الأسود، كما تكثر السهول على ضفاف نهر الدانوب أهم نهر في البلاد والذي يشكل الحدود الطبيعية لبلغاريا مع جارتها رومانيا. أنهار ستورما وماريتزا تتواجد في الجنوب. مناخ بلغاريا معتدل بشكل عام، مع شتاء بارد وصيف حار جاف.


السكان

حسب إحصاءات عام 2001 فإن حوالي 83.9% من سكان بلغاريا هم بلغاريون، مع وجود أقليتين كبيرتين هم الأتراك (9.4%) والروما (4.7%)، كما أن هناك أقليات أخرى صغيرة، أهمها الأرمن، الروس، التتار، المقدونيون، اليهود وغيرهم.


اللغة : البلغارية (Български)

محكية في: بلغاريا، أوكرانيا، مولدوفا، صربيا والجبل الأسود، رومانيا، المجر، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، وأستراليا
المنطقة: دول البلقان
عدد الناطقين: 12 ملايين
الترتيب: 88
نظام الكتابة:سيريلية
لغة رسمية في: بلغاريا
الهيئة المسؤولة: معهد للغة البلغارية في الأكاديمية البلغارية للعلوم (Институтът за български език)

في الجدول التالي الحروف الأبجدية البلغارية:
А а Б б В в Г г Д д Е е Ж ж З з И и Й й
К к Л л М м Н н О о П п Р р С с Т т У у
Ф ф Х х Ц ц Ч ч Ш ш Щ щ Ъ ъ Ь ь Ю ю Я я

الصوتيات

معظم الأحرف في اللغه البلغارية تمثل صوتا واحداً ومحدداً ، على أن أربعة أحرف تمثل مركبا صوتياً وهي :" Ц - تسَ - Ts " و " щ - شتَ - sht " و " ю - يو - yu " و " я - يا - ya " كما هنالك صوتان غير ممثلان بأحرف وفي الإستخدام يتم تمثيل كل منهما بحرفان من الأبجدية وهما : " дж - دجَ - Dj " و " дз - دزَ - dz " .الحرف Ь ь يستخدم لتخفيف أي حرف ساكن يسبقه . Link FA|ka}}


الديانات

* مسيحيون أرثودوكسيون : 85% من البلغار هم أتباع الكنيسة البلغارية الأرثوذكسية، إحدى الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.
* مسلمو بلغاريا : حوالي 13 % من سكان بلغاريا هم مسلمون
* مسيحيون طوائف أخرى وديانات أخرى : حوالي 2% هم من الـ كاثوليك، وبروتستانت وأتباع لديانات أخرى


التاريخ

أول دولة بلغارية تعود نشأتها إلى عام 681 م، أسستها آنذاك قبائل بلغارية تحت قيادة الخان أسباروخ بالتعاون مع السكان المحليين من القبائل السلافية والثراسية. دخل الدين المسيحي عام 864م إلى البلاد، حيث كانت تقع تحت منطقة التأثير البيزنطي. كانت الإمبراطورية البلغارية ذات قوة ونفوذ في أوروبا في القرنين التاسع والعاشر الميلادي وكانت العدو الأبرز للإمبراطورية البيزنطية أثناء منافسة الدولتين على أراضي البلقان.

احتل العثمانيون بلغاريا عام 1396 م وضموها إلى دولة الخلافة. بقيت تحت سيطرتهم أربع مئة سنة. طبقاً لاتفاقية سان ستيفانو لإنهاء الحرب الروسية التركية حصلت بلغاريا على الإستقلال اسمياً عام 1878 م ولكنها بقيت فعلياً تحت سيطرة الأتراك.

أُعلن قيام مملكة بلغاريا عام 1908 م وفرديناند الأول ملكاً لها. انتصرت بلغاريا في حرب البلقان الأولى عام 1912 م و1913 م ضد الأتراك ولكنها انهزمت في حرب البلقان الثانية عام 1913 م ضد العثمانيين واليونانيين والصرب. كانت بلغاريا محايدة ولكن سرعان مااصطفت المملكة الشابة إلى جانب دول المركز في الحرب العالمية الأولى. بعد هزيمتها في الحرب العالمية تنازل فرديناند الأول لصالح ابنه بوريس الثالث.

في فترة ما بين الحربين العالميتين حاول الشيوعيين الوصول إلى الحكم بطرق سلمية وطرق أخرى ولكن دون جدوى. في عام 1935 انتهج بوريس الثالث من بلغاريا سياسة داخلية استبدادية، منهياً بذلك الحياة الديمقراطية. وقفت بلغاريا إلى جانب دول المحور في الحرب العالمية الثانية، احتلتها القوات السوفياتية عام 1944 وأُعلن قيام الجمهورية الشعبية عام 1946 م، أصبحت بذللك رويداً رويداً إحدى دول الكتلة الشيوعية لغاية التسعينات من القرن العشرين. شهدت المناطق التي تسكنها الأقلية التركية ترحيل جماعي، قلاقل ونزاعات عدة.

أُقيمت أول انتخابات حرة عام 1990 في بلغاريا بعد سقوط الشيوعية، الحزب الإشتراكي (الشيوعي السابق) فاز بها.


السياسة

النظام السياسي

بلغاريا هي جمهورية برلمانية، يتم انتخاب الرئيس فيها مباشرة كل خمس سنوات، له الحق في تمديد رئاسته مرة واحدة. الرئيس هو أعلى سلطة سياسية في البلاد وهو قائد القوات المسلحة، البرلمان له الحق في الإعتراض على قرارات الرئيس عند حصوله على الأغلبية. يتم تسمية رئيس الوزراء من قبل رئيس الدولة، اعتمادا على نتائج الإنتخابات النيابية، مجلس الوزراء يحتوي حاليا على عشرين عضوا، يتكون البرلمان البلغاري Narodno Sabranie من مجلس واحد، به 240 عضوا، يتم انتخابهم كل أربع سنوات. يتألف الجهاز القضائي البلغاري، من محاكم محلية، إقليمية ومحاكم استئناف، إضافة إلى المحكمة الدستورية والمحكمة الإدارية العليا ومحاكم عسكرية أخرى.

السياسة الخارجية

وقفت بلغاريا في الحربان العالميتان مع ألمانيا وهذا أثر سلباً بلاشك على علاقاتها الخارجية. العلاقات البلغارية التركية شهدت توترات عدة بسبب وجود أقلية تركية لابأس بها مضطهدة، التي بقيت بالبلاد بعد انتهاء الحكم العثماني لبلغاريا في بداية القرن. رُحل 300,000 منهم إلى تركيا على إثر أحداث عام 1989 م الدموية. تحاول بلغاريا جاهدةً منذ انهيار الحكم الشيوعي فيها الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي. بعد سلسلة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تم قبول بلغاريا في الإتحاد ابتداءاً من عام 2007 م.


التقسيم الإداري وأهم المدن

تتألف من 28 مقاطعة، كل منها بها حكومتها المحلية الخاصة. المقاطعات تنقسم بدورها إلى 263 بلدية، صوفيا هي عاصمة البلاد الرسمية وأكبر مدنها (حوالي 1,250,000 نسمة).
المدن الكبرى الأخرى:
* بلوفديف.
* فارنا.
*بورغاس.
* ستارازاغورا.
* بلفن .
* فيليكو ترنوفو.
* شومن.
* تارغوفيشته.
* بيرنيك.
يتبع ..........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمحسن




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 22/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2009 1:57 am

لاقتصاد والبنية التحتية

حوالي 50% من مساحة البلاد مستغلة زراعيا، أهم المحاصيل الزراعية هي الشمندر السكري، الحبوب، عباد الشمس، الخضروات، التبغ والعنب، وتستغل مساحات كبيرة لزراعة الورد.

بلغاريا تملك معادن الحديد، والرصاص، والخارصين، والنحاس والفحم الخشبي.

أهم صادراتها، الخامات المعدنية، والأسمدة، ومواد البناء، والمحاصيل الزراعية، والماشية والتبغ.

أهم وارداتها الأجهزة، والسيارات، والكيماويات، ومعدات استخراج البترول والأسلحة.

يبلغ عدد السياح الذين يزورونها سنويا حوالي 10 ملايين سائح.

بلغاريا هي بلد ترانزيت مهمة للتجارة بين شرق أوروبا والشرق الأوسط. تملك البلاد شبكة سكة حديد وطرق كثيفة، يوجد مطارات في كل من صوفيا، بلوفديف، فارنا، بورغاس. كما توجد موانيء بحرية في كل من المدينتين الأخيرتين.


الثقافة والتعليم

الثقافة البلغارية هي خليط مابين الثقافات التراقية، السلافية، البلغارية، كما أن هناك عناصر بيزنطية، تركية ويونانية مؤثرة في الثقافة البلغارية.

تتمتع الموسيقى الفولكلورية بشعبية كبيرة، آري ليشنيكوف هو أحد أشهر المغنيين البلغار، الذي اشتهر في آخر العشرينات.

تتمتع رياضات رفع الأثقال والمصارعة الرومانية بشعبية وتاريخ عظيم في بلغاريا، أيضا صعدت بلغاريا إلى مراكز متقدمة في كرة القدم في السنوات الأخيرة في المسابقات العالمية.

المعلومات السياحية:
بدأ السياح من مختلف أنحاء العالم يشدون الرحال إلى بلغاريا بحثا عن الاستجمام والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة والشواطئ الذهبية والمتاحف الغنية بآثار العصور المختلفة والأسعار التنافسية مقارنة بالبلدان الاوروبية القريبة منها على جميع الاصعدة، بعيدا عن أماكن الكوارث الطبيعية، وأعمال العنف والحروب، ومخاطر الادغال والصحارى. تتمتع بلغاريا ببنية تحتية أفضل من كثير من البلدان السياحية التقليدية سواء في آسيا أو افريقيا أو أميركا اللاتينية، وتتساوق روعة الخدمات مع جمال الطبيعة في بلغاريا التي تقع على مساحة 911.5.110 كيلومترا مربعا، ويحدها من الشرق البحر الاسود ومن الشمال رومانيا ومن الجنوب الشرقي تركيا ومن الجنوب اليونان ومن الغرب مقدونيا وصربيا والجبل الاسود، ويتوقع ازدياد اقبال السياح على بلغاريا بعد حدوث المخاطر الأمنية في أميركا اللاتينية وكارثة تسونامي في جنوب شرق آسيا، كما تتمتع بلغاريا بثروة مائية كبيرة فنهر الدانوب الشهير يشق أراضيها على مسافة 471 كيلومترا، ونهر أسكر 368 كيلومترا، ونهر تونجا 349 كيلومترا، وماريتسا 322 كيلومترا. كما يمكن للسياح في بلغاريا التمتع بجمال جبالها العالية وسهولها الشاسعة مثل دروجيا وتراكيا، وسلسلة جبال ريتا وبيرن وروديسا وستاري بلانينا، وتعني الجبل القديم. كما ساهم مناخها المعتدل في الشمال وفي سهل تراكيا ووادي الزهور ووادي ستروما القريب مناخ المتوسط، في اجتذاب السياح. وإلى جانب تعدد مميزاتها الطبيعية وغناها التاريخي تتميز بلغاريا بالتعدد الاثني لسكانها الذين يبلغ عددهم 7965000 نسمة يتحدرون من عدة عرقيات وينتمون لعدة أديان 86 % منهم بلغار و9 % أتراك و4 % غجر و1 % أقليات أخرى من الروس والارمن واليهود والكاثوليك. وقد مرت على بلغاريا عدة حضارات أسهمت في غناها الثقافي، وهي تسعى للانضمام الى الاتحاد الاوروبي عام 2007، حيث يأمل البلغار أن تساهم تلك الخطوة في تنمية السياحة ببلدهم بشكل أكبر.

وبلغ عدد السياح الذين توافدوا الى بلغاريا مقبلين من مختلف أنحاء العالم 3 ملايين سائح سنويا يزدادون كل موسم، فاجراءات المطارات في بلغاريا لا تأخذ ذلك الوقت الذي يستغرقه المسافر في الكثير من المطارات من حيث عمليات التفتيش والتدقيق الأمني الذي قد يكون مزعجا في بعض الاحيان. كما أن الشعب البلغاري مضياف بطبعه ويرحب بالوافدين سواء داخل الاسواق الشعبية التي تجمع كل أنواع الالبسة والمشتهيات والقطع التقليدية، أو المحلات الكبرى أو الاوبرا التي تستضيف عمالقة الفن، والمسرح الذي يشهد انتعاشا ملحوظا، أما بالنسبة للفنادق فهي تقدم خدمات راقية على كافة المستويات، وتتوفر فيها جميع مرافق الراحة والاستجمام، ومن أشهرها أكليكا، وصوفيا، وامياسادر صوفيا، اربانازسي بلاس، واتلانتيك، وبالديفا، وبريستول، وغاستل، وتوميسلاس اتلانتيك، وريقا سبارتاك، والديغايس، ومركب فنادق غلاسنا، وغراند، وغراند فيليكو تورنوفو، وهيموس، والينا وايوسالفونا، وزوغرافسكي، وكوبيتيتو، وليلين، وماريا لويسا، ومويا، وموريني، وماريا، ومورياه، ونيكاي وأوداديسكي، وأوريشا، وبارك، وبليسكا، وبرانسير، وبروستر، وريوس، وريلا، وروديتا، وروايال، وسيرديكا وسليفيويلازا، وسلافيا، وسريدنا غورا، وصن، وستار أصن، وفارنا قلاس وهي فنادق يمكن للمرء أن يقضي فيها أوقاتا ممتعة وتعتبر مناسبة لجميع الميزانيات. وتتوفر خدمات النقل العام بشكل جيد غير انه بامكانك استئجار سيارة من أي مكتب مختص، فالقيادة في بلغاريا منظمة وسهلة، كما انه باستطاعتك الاستفادة من خدمات الفنادق التي تنظم رحلات مدروسة مع دليل سياحي تشمل التنقل بين الاماكن المحببة، كالمنتجعات أو الشواطئ، أو الاماكن الاثرية التي تزخر بها بلغاريا.





عبد المحسن المجنوني 1/4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فهد العلواني




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 23/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: (الجزية)   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2009 2:32 am

استشكل البعض ما جاء في القرآن من دعوة لأخذ الجزية من أهل الكتاب، وذلك في قوله تعالى: { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } (1) ، ورأوا – خطأً - في هذا الأمر القرآني صورة من صور الظلم والقهر والإذلال للشعوب التي دخلت في رعوية الأمة المسلمة.
ولا ريب أن القائل قد ذهل عن الكثير من التميز الذي كفل به الإسلام حقوق أهل الجزية، فقد ظنه كسائر ما أثر عن الحضارات السابقة واللاحقة له، فالإسلام في هذا الباب وغيره فريد عما شاع بين البشر من ظلم واضطهاد أهل الجزية، كما سيتبين لنا من خلال البحث العلمي المتجرد النزيه.

أولاً : الجزية في اللغة
الجزية في اللغة مشتقة من مادة (ج ز ي)، تقول العرب: "جزى ، يجزي، إذا كافأ عما أسدي إليه"، والجزية مشتق على وزن فِعلة من المجازاة، بمعنى "أعطوها جزاء ما منحوا من الأمن"، وقال ابن المطرز: بل هي من الإجزاء "لأنها تجزئ عن الذمي". (2)

ثانياً : الجزية قبل الإسلام
لم يكن الإسلام بدعاً بين الأديان، كما لم يكن المسلمون كذلك بين الأمم حين أخذوا الجزية من الأمم التي دخلت تحت ولايتهم، فإن أخذ الأمم الغالبة للجزية من الأمم المغلوبة أشهر من علم ، فالتاريخ البشري أكبر شاهد على ذلك.
وقد نقل العهد الجديد شيوع هذه الصورة حين قال المسيح لسمعان: " ماذا تظن يا سمعان؟ ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس من الأجانب.قال له يسوع: فإذاً البنون أحرار " (متى 17/24-25).
والأنبياء عليهم السلام حين غلبوا على بعض الممالك بأمر الله ونصرته أخذوا الجزية من الأمم المغلوبة، بل واستعبدوا الأمم المغلوبة، كما صنع النبي يشوع مع الكنعانيين حين تغلب عليهم "فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر.فسكن الكنعانيون في وسط افرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيداً تحت الجزية" (يشوع 16/10)، فجمع لهم بين العبودية والجزية.
والمسيحية لم تنقض شيئا من شرائع اليهودية، فقد جاء المسيح متمماً للناموس لا ناقضاً له (انظر متى 5/17)، بل وأمر المسيح أتباعه بدفع الجزية للرومان، وسارع هو إلى دفعها ، فقد قال لسمعان: " اذهب إلى البحر وألق صنارة، والسمكة التي تطلع أولا خذها، ومتى فتحت فاها تجد أستارا، فخذه وأعطهم عني وعنك" (متى 17/24-27).
ولما سأله اليهود (حسب العهد الجديد) عن رأيه في أداء الجزية أقر بحق القياصرة في أخذها "فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين: يا معلّم نعلم أنك صادق، وتعلّم طريق الله بالحق، ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس. فقل لنا: ماذا تظن ، أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا؟ .. فقال لهم: لمن هذه الصورة والكتابة.قالوا له: لقيصر. فقال لهم: أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر، وما للّه للّه" (متى 22/16-21).
ولم يجد المسيح غضاضة في مجالسة ومحبة العشارين الذين يقبضون الجزية ويسلمونها للرومان (انظر متى 11/19)، واصطفى منهم متى العشار ليكون أحد رسله الاثني عشر (انظر متى 9/9).
ويعتبر العهد الجديد أداء الجزية للسلاطين حقاً مشروعاً، بل ويعطيه قداسة ويجعله أمراً دينياً، إذ يقول: "لتخضع كل نفس للسلاطين، السلاطين الكائنة هي مرتبة من الله. حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة... إذ هو خادم الله، منتقم للغضب من الذي يفعل الشر. لذلك يلزم أن يخضع له ليس بسبب الغضب فقط، بل أيضا بسبب الضمير. فإنكم لأجل هذا توفون الجزية أيضاً، إذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه، فأعطوا الجميع حقوقهم، الجزية لمن له الجزية، الجباية لمن له الجباية، والخوف لمن له الخوف، والإكرام لمن له الإكرام" (رومية 13/1-7).

ثالثاً : الجزية في الإسلام
لكن الإسلام كعادته لا يتوقف عند ممارسات البشر السابقة عليه، بل يترفع عن زلـلهم، ويضفي خصائصه الحضارية، فقد ارتفع الإسلام بالجزية ليجعلها، لا أتاوة يدفعها المغلوبون لغالبهم، بل لتكون عقداً مبرماً بين الأمة المسلمة والشعوب التي دخلت في رعويتها. عقد بين طرفين، ترعاه أوامر الله بالوفاء بالعهود واحترام العقود، ويوثقه وعيد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أخل به ، وتجلى ذلك بظهور مصطلح أهل الذمة، الذمة التي يحرم نقضها ويجب الوفاء بها ورعايتها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أمر الله بأخذ الجزية من المقاتلين دون غيرهم كما نصت الآية على ذلك { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } (3) قال القرطبي: "قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من المقاتلين... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين، وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني".(4)
وقد كتب عمر إلى أمراء الأجناد: (لا تضربوا الجزية على النساء والصبيان، ولا تضربوها إلا على من جرت عليه المواسي)(5) أي ناهز الاحتلام.
ولم يكن المبلغ المدفوع للجزية كبيراً تعجز عن دفعه الرجال، بل كان ميسوراً ، لم يتجاوز على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الدينار الواحد في كل سنة، فيما لم يتجاوز الأربعة دنانير سنوياً زمن الدولة الأموية.
فحين أرسل النبي معاذاً إلى اليمن أخذ من كل حالم منهم دينارا، يقول معاذ: (بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا، أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة (هذه زكاة على المسلمين منهم)، ومن كل حالم ديناراً، أو عدله مَعافر(للجزية))(6)، والمعافري: الثياب.
وفي عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ضرب الجزية على أهل الذهب: أربعة دنانير، وعلى أهل الورِق: أربعين درهما؛ مع ذلك أرزاق المسلمين، وضيافة ثلاثة أيام.(7)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فهد العلواني




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 23/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2009 2:41 am

التحذير من ظلم أهل الذمة
يأمر الله في كتابه والنبي في حديثه بالإحسان لأهل الجزية وحسن معاملتهم، وتحرم الشريعة أشد التحريم ظلمهم والبغي عليهم، فقد حثّ القرآن على البر والقسط بأهل الكتاب المسالمين الذين لا يعتدون على المسلمين { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }(Cool ، والبر أعلى أنواع المعاملة ، فقد أمر الله به في باب التعامل مع الوالدين ، وهو الذي وضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر بقوله : (( البر حسن الخلق ))(9) .
ويقول صلى الله عليه وسلم في التحذير من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم: (( من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة)) (10)، ويقول: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً )). (11)
وحين أساء بعض المسلمين معاملة أهل الجزية كان موقف العلماء العارفين صارماً، فقد مرّ هشام بن حكيم بن حزام على أناس من الأنباط بالشام قد أقيموا في الشمس، فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية، فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا)). قال: وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين، فدخل عليه، فحدثه، فأمر بهم فخُلوا. (12)
وأما الأمر بالصغار الوارد في قوله: { وهم صاغرون }، فهو معنى لا يمكن أن يتنافى مع ما رأيناه في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم من وجوب البر والعدل، وحرمة الظلم والعنت، وهو ما فهمه علماء الإسلام ، ففسره الشافعي بأن تجري عليهم أحكام الإسلام، أي العامة منها، فالجزية علامة على خضوع الأمة المغلوبة للخصائص العامة للأمة الغالبة.
وفسره التابعي عكرمة مولى ابن عباس بصورة دفع الجزية للمسلمين، فقال: "أن يكونوا قياماً، والآخذ لها جلوساً"، إذ لما كانت اليد المعطية على العادة هي العالية، طلب منهم أن يشعروا العاطي للجزية بتفضلهم عليه، لا بفضله عليهم، يقول القرطبي في تفسيره: "فجعل يد المعطي في الصدقة عليا، وجعل يد المعطي في الجزية سفلى، ويد الآخذ عليا". (13)

2- بعض صيغ عقد الذمة في الدولة الإسلامية
وقدم الإسلام ضمانات فريدة لأهل الذمة، لم ولن تعرف لها البشرية مثيلاً، ففي مقابل دراهم معدودة يدفعها الرجال القادرون على القتال من أهل الذمة، فإنهم ينعمون بالعيش الآمن والحماية المطلقة لهم من قبل المسلمين علاوة على أمنهم على كنائسهم ودينهم .
وقد تجلى ذلك في وصايا الخلفاء لقادتهم ، كما أكدته صيغ الاتفاقات التي وقعها المسلمون مع دافعي الجزية، ونود أن نلفت نظر القارئ الكريم إلى تأمل الضمانات التي يضمنها المسلمون وما يدفعه أهل الجزية في مقابلها.
ونبدأ بما نقله المؤرخون عن معاهدات النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجزية، ونستفتح بما أورده ابن سعد في طبقاته من كتاب النبي لربيعة الحضرمي، إذ يقول: " وكتب رسول الله e لربيعة بن ذي مرحب الحضرمي وإخوته وأعمامه، أن لهم أموالهم ونخلهم ورقيقهم وآبارهم وشجرهم ومياههم وسواقيهم ونبتهم وشِراجهم (السواقي) بحضرموت ، وكل مال لآل ذي مرحب ، وإن كل رهن بأرضهم يُحسب ثمره وسدره وقبضه من رهنه الذي هو فيه ، وأن كل ما كان في ثمارهم من خير فإنه لا يسأل أحد عنه ، وأن الله ورسوله براء منه ، وأن نَصْرَ آل ذي مرحب على جماعة المسلمين ، وأن أرضهم بريئة من الجور ، وأن أموالهم وأنفسهم وزافر حائط الملك الذي كان يسيل إلى آل قيس ، وأن الله جار على ذلك ، وكتب معاوية" (14)
وقوله: (( وأن نصر آل ذي مرحب على جماعة المسلمين )) فيه لفتة هامة، وهي أن المسلمين يقدمون حياتهم وأرواحهم ودماءهم فدىً لمن دخل في حماهم ، وأصبح في ذمتهم ، إنها ذمة الله تعالى وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول القرافي: "فعقد يؤدي إلى إتلاف النفوس والأموال صوناً لمقتضاه عن الضياع إنه لعظيم". (15)
كما كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب ذمة وعهد إلى أهل نجران النصارى، ينقله إلينا ابن سعد في طبقاته، فيقول: " وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف عن أسقفيته ، ولا راهب عن رهبانيته ، ولا كاهن عن كهانته ، ولا يغير حق من حقوقهم ، ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه، ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين ، وكتب المغيرة". (16)
وانساح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يطبقون ما تعلموه من نبيهم العظيم، ويلتزمون لأهل الجزية بمثل الإسلام وخصائصه الحضارية، وقد أورد المؤرخون عدداً مما ضمنوه لأهل الذمة، ومن ذلك العهدة العمرية التي كتبها عمر لأهل القدس، وفيها: "بسم الله الرحمن الرحيم ؛ هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أن لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا يُنتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم .
ولا يكرهون على دينهم، ولا يُضار أحد منهم ، ولا يُسَكَّن بإيلياء معهم أحد من اليهود ، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوص ، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغ مأمنه ، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ...ومن شاء سار مع الروم ، ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية ، شهد على ذلك خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان ، وكتب وحضر سنة خمس عشرة". (17) ، وبمثله كتب عمر لأهل اللد.(18)
وحين فتح خالد بن الوليد دمشق كتب لأهلها مثله، "بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم لا يهدم، ولا يسكن شيء من دورهم ، لهم بذلك عهد الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والمؤمنين، لا يُعرض لهم إلا بخير إذا أعطوا الجزية". (19)
ويسجل عبادة بن الصامت هذه السمات الحضارية للجزية في الإسلام، وهو يعرض الموقف الإسلامي الواضح على المقوقس عظيم القبط ، فيقول: "إما أجبتم إلى الإسلام .. فإن قبلت ذلك أنت وأصحابك فقد سعدت في الدنيا والآخرة ، ورجعنا عن قتالكم، ولم نستحل أذاكم ولا التعرض لكم ، فإن أبيتم إلا الجزية، فأدوا إلينا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، نعاملكم على شيء نرضى به نحن وأنتم في كل عام أبداً ما بقينا وبقيتم ، نقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من أرضكم ودمائكم وأموالكم، ونقوم بذلك عنكم إن كنتم في ذمتنا ، وكان لكم به عهد علينا ...". (20)
ونلحظ ثانية كيف يتقدم المسلم بنفسه لحماية أهل الجزية وأموالهم، ونرى فداءه لهم بماله ودمه "نقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من أرضكم ودمائكم وأموالكم، ونقوم بذلك عنكم" .

3- حرص المسلمين على الوفاء بعقد الذمة
وقد خشي الخلفاء أن يقصر المسلمون في حقوق أهل الذمة ، فتفقدوا أحوالهم، ومن ذلك ما رواه الطبري في تاريخه، في سياقه لحديث عمر إلى وفد جاءه من أرض الذمة " قال عمر للوفد: لعل المسلمين يفضون إلى أهل الذمة بأذى وبأمور لها ما ينتقضون بكم؟ فقالوا:ما نعلم إلا وفاء وحسن ملكة". (21)
ولما جاءه مال الجباية سأل عن مصدره مخافة العنت والمشقة على أهل الذمة، ففي الأثر عنه رضي الله عنه "أنه أتي بمال كثير، أحسبه قال من الجزية فقال: إني لأظنكم قد أهلكتم الناس؟ قالوا: لا والله ما أخذنا إلا عفوا صفوا. قال: بلا سوط ولا نوط؟ قالوا: نعم. قال: الحمد لله الذي لم يجعل ذلك على يدي ولا في سلطاني ". (22)
ولما تدانى الأجل به رضي الله عنه لم يفُته أن يوصي المسلمين برعاية أهل الذمة فقال: " أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيراً، وأن يوفي لهم بعهدهم ، وأن يقاتلوا من ورائهم ، وألا يكلفوا فوق طاقتهم ". (23)
وكتب علي رضي الله عنه إلى عماله على الخراج: "إذا قدمت عليهم فلا تبيعن لهم كسوة، شتاءً ولا صيفاً، ولا رزقاً يأكلونه، ولا دابة يعملون عليها، ولا تضربن أحداً منهم سوطاً واحداً في درهم، ولا تقمه على رجله في طلب درهم، ولا تبع لأحد منهم عَرَضاً في شيء من الخراج، فإنا إنما أمرنا الله أن نأخذ منهم العفو ، فإن أنت خالفت ما أمرتك به يأخذك الله به دوني، وإن بلغني عنك خلاف ذلك عزلتك". (24)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فهد العلواني




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 23/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2009 2:44 am

وأجلى الوليد بن يزيد نصارى قبرص مخافة أن يعينوا الروم فردهم يزيد بن الوليد الخليفة بعده، يقول إسماعيل بن عياش عن صنيع الوليد: فاستفظع ذلك المسلمون، واستعظمه الفقهاء، فلما ولي يزيد بن الوليد ردهم إلى قبرص ، فاستحسن المسلمون ذلك من فعله، ورأوه عدلاً.(25)
ولما أخذ الوليد بن عبد الملك كنيسة يوحنا من النصارى قهراً، وأدخلها في المسجد، اعتبر المسلمون ذلك من الغصب، فلما ولي عمر بن عبد العزيز شكى إليه النصارى ذلك، فكتب إلى عامله يأمره برد ما زاد في المسجد عليهم.(26)

4- من أقوال الفقهاء المسلمين في حراسة وتقرير حقوق أهل الذمة
ونلحظ فيما سبق الإسلام لحراسة حقوق أهل الذمة في إقامة شعائر دينهم وكنائسهم ، جاء في قوانين الأحكام الشرعية : "المسألة الثانية: فيما يجب لهم علينا، وهو التزام إقرارهم في بلادنا إلا جزيرة العرب وهي الحجاز واليمن، وأن نكف عنهم، ونعصمهم بالضمان في أنفسهم وأموالهم، ولا نتعرض لكنائسهم ولا لخمورهم وخنازيرهم ما لم يظهروها". (27)
وينقل الطحاوي إجماع المسلمين على حرية أهل الذمة في أكل الخنازير والخمر وغيره مما يحل في دينهم، فيقول: "وأجمعوا على أنه ليس للإمام منع أهل الذمة من شرب الخمر وأكل لحم الخنازير واتخاذ المساكن التي صالحوا عليها، إذا كان مِصراً ليس فيه أهل إسلام (أي في بلادهم التي هم فيها الكثرة)".(28)
وتصون الشريعة نفس الذمي وماله ، وتحكم له بالقصاص من قاتله ، فقد أُخذ رجل من المسلمين على عهد علي رضي الله عنه وقد قتل رجلاً من أهل الذمة، فحكم عليه بالقصاص، فجاء أخوه واختار الدية بدلا عن القود، فقال له علي: "لعلهم فرقوك أو فزّعوك أو هددوك؟" فقال: لا ، بل قد أخذت الدية، ولا أظن أخي يعود إلي بقتل هذا الرجل، فأطلق علي القاتل، وقال: "أنت أعلم، من كانت له ذمتنا، فدمه كدمنا، وديته كديّتنا". (29)
وصوناً لمال الذمي فإن الشريعة لا تفرق بينه وبين مال المسلم، وتحوطه بقطع اليد الممتدة إليه، ولو كانت يد مسلم، يقول المفسر القرطبيُّ: "الذمي محقون الدم على التأبيد والمسلم كذلك، وكلاهما قد صار من أهل دار الإسلام، والذي يحقِق ذلك أنّ المسلم يقطع بسرقة مال الذمي، وهذا يدل على أنّ مال الذمي قد ساوى مال المسلم، فدل على مساواته لدمه، إذ المال إنّما يحرم بحرمة مالكه". (30)
قال الماورديّ: "ويلتزم ـ أي الإمام ـ لهم ببذل حقَّين: أحدهما: الكفُّ عنهم. والثانِي: الحماية لهم، ليكونوا بالكفِّ آمنين، وبالحماية محروسين". (31)
وقال النوويّ: "ويلزمنا الكفُّ عنهم، وضمان ما نُتلفه عليهم، نفسًا ومالاً، ودفعُ أهلِ الحرب عنهم". (32)
وتوالى تأكيد الفقهاء المسلمين على ذلك، يقول ابن النجار الحنبلي: "يجب على الإمام حفظ أهل الذمة ومنع من يؤذيهم وفكُّ أسرهم ودفع من قصدهم بأذى". (33)
ولما أغار أمير التتار قطلوشاه على دمشق في أوائل القرن الثامن الهجري، وأسر من المسلمين والذميين من النصارى واليهود عدداً، ذهب إليه الإمام ابن تيمية ومعه جمع من العلماء، وطلبوا فك أسر الأسرى، فسمح له بالمسلمين، ولم يطلق الأسرى الذميين، فقال له شيخ الإسلام: "لابد من افتكاك جميع من معك من اليهود والنصارى الذين هم أهل ذمتنا، ولا ندع لديك أسيراً، لا من أهل الملة، ولا من أهل الذمة، فإن لهم ما لنا، وعليهم ما علينا" ، فأطلقهم الأمير التتري جميعاً. (34)
وينقل الإمام القرافي عن الإمام ابن حزم إجماعاً للمسلمين لا تجد له نظيراً عند أمة من الأمم، فيقول: "من كان في الذمة، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح، ونموت دون ذلك، صوناً لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة". (35)

5- صور ناصعة من معاملة المسلمين لأهل الذمة
وحين عجز المسلمون عن أداء حقوق أهل الذمة وحمايتهم من عدوهم ردوا إليهم ما أخذوه من الجزية لفوات شرطها، وهو الحماية، فقد روى القاضي أبو يوسف في كتاب الخراج وغيره من أصحاب السير عن مكحول أن الأخبار تتابعت على أبي عبيدة بجموع الروم، فاشتد ذلك عليه وعلى المسلمين ، فكتب أبو عبيدة لكل والٍ ممن خلَّفه في المدن التي صالح أهلها يأمرهم أن يردوا عليهم ما جُبي منهم من الجزية والخراج ، كتب إليهم أن يقولوا لهم: إنما رددنا عليكم أموالكم، لأنه قد بلغنا ما جمع لنا من الجموع ، وإنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم، وإنا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشرط وما كان بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم". (36)
وحين قام أهل الذمة بالمشاركة في الذود عن بلادهم أسقط عنهم المسلمون الجزية، كما صنع معاوية رضي الله عنه مع الأرمن، يقول لوران المؤرخ الفرنسي في كتابه "أرمينية بين بيزنطة والإسلام" : "إن الأرمن أحسنوا استقبال المسلمين ليتحرروا من ربقة بيزنطة، وتحالفوا معهم ليستعينوا بهم على مقاتلة الخزر، وترك العرب لهم أوضاعهم التي ألفوها وساروا عليها، والعهد أعطاه معاوية سنة 653م، إلى القائد تيودور رختوني ولجميع أبناء جنسه ماداموا راغبين فيه، وفي جملته: ((أن لا يأخذ منهم جزية ثلاث سنين، ثم يبذلون بعدها ما شاؤوا، كما عاهدوه وأوثقوه على أن يقوموا بحاجة خمسة عشر ألف مقاتل من الفرسان منهم بدلا من الجزية، وأن لا يرسل الخليفة إلى معاقل أرمينا أمراء ولا قادة ولا خيلا ولا قضاة... وإذا أغار عليهم الروم أمدهم بكل ما يريدونه من نجدات. وأشهد معاويةُ الله على ذلك)). (37)
ولا يتوقف حق أهل الذمة على دفع العدو عنهم، بل يتعداه إلى دفع كل أذى يزعجهم، ولو كان بالقول واللسان، يقول القرافي: "إن عقد الذمة يوجب لهم حقوقاً علينا لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا (حمايتنا) وذمتنا وذمة الله تعالى، وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودين الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء أو غيبة، فقد ضيع ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذمة دين الإسلام". (38)
وواصل المسلمون بهدي من دينهم عطاءهم الحضاري حين تحولوا من آخذين للجزية إلى باذلين للمال رعاية وضماناً للفقراء من أهل الذمة، فقد روى ابن زنجويه بإسناده أن عمر بن الخطاب رأى شيخاً كبيراً من أهل الجزية يسأل الناس فقال: ما أنصفناك إن أكلنا شبيبتك، ثم نأخذ منك الجزية، ثم كتب إلى عماله أن لا يأخذوا الجزية من شيخ كبير.(39) وكان مما أمر به رضي الله عنه : "من لم يطق الجزية خففوا عنه، ومن عجز فأعينوه". (40)
وأرسل الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى عامله على البصرة عدي بن أرطأة يقول: "وانظر من قبلك من أهل الذمة، قد كبرت سنه وضعفت قوته، وولت عنه المكاسب، فأجرِ عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه". (41)
أما إذا امتنع الذمي عن دفع الجزية مع القدرة عليها فإنه يعاقب، من غير أن تنقض ذمته، يقول القرطبي: "وأما عقوبتهم إذا امتنعوا عن أدائها مع التمكين فجائز، فأما مع تبين عجزهم فلا تحل عقوبتهم، لأن من عجز عن الجزية سقطت عنه، ولا يكلف الأغنياء أداءها عن الفقراء". (42)
لقد أدرك فقهاء الإسلام أهمية عقد الذمة وخطورة التفريط فيه، وأنه لا ينقض بمجرد الامتناع عن دفع الجزية، يقول الكاساني الحنفي: "وأما صفة العقد (أي عقد الذمة) فهو أنه لازم في حقنا، حتى لا يملك المسلمون نقضه بحال من الأحوال، وأما في حقهم (أي الذميين) فغير لازم". (43)

رابعاً : شهادة المؤرخين الغربيين
ولسائل أن يسأل : هل حقق المسلمون هذه المثُُل العظيمة ، هل وفوا ذمة نبيهم طوال تاريخهم المديد؟ وفي الإجابة عنه نسوق ثلاث شهادات لغربيين فاهوا بالحقيقة التي أثبتها تاريخنا العظيم.
يقول ولديورانت: "لقد كان أهل الذمة، المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يتمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيرا في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زيّ ذي لون خاص، وأداء ضريبة عن كل شخص باختلاف دخله، وتتراوح بين دينارين وأربعة دنانير، ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون البلوغ، والأرقاء والشيوخ، والعجزة، والعمى الشديد والفقر، وكان الذميون يعفون في نظير ذلك من الخدمة العسكرية..ولا تفرض عليهم الزكاة البالغ قدرها اثنان ونصف في المائة من الدخل السنوي، وكان لهم على الحكومة أن تحميهم..." (44)
يقول المؤرخ آدم ميتز في كتابه "الحضارة الإسلامية": "كان أهل الذمة يدفعون الجزية، كل منهم بحسب قدرته، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلا يدفعها ذوو العاهات، ولا المترهبون، وأهل الصوامع إلا إذا كان لهم يسار". (45)
ويقول المؤرخ سير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" موضحاً الغرض من فرض الجزية ومبيناً على مَن فُرضت: "ولم يكن الغرض من فرض هذه الضريبة على المسيحيين - كما يردد بعض الباحثين - لوناً من ألوان العقاب لامتناعهم عن قبول الإسلام، وإنما كانوا يؤدونها مع سائر أهل الذمة. وهم غير المسلمين من رعايا الدولة الذين كانت تحول ديانتهم بينهم وبين الخدمة في الجيش في مقابل الحماية التي كفلتها لهم سيوف المسلمين".
وهكذا تبين بجلاء ووضوح براءة الإسلام بشهادة التاريخ والمنصفين من غير أهله، ثبتت براءته مما ألحقه به الزاعمون، وما فاهت فيه ألسنة الجائرين.

هذا والله أسأل أن يشرح صدورنا لما اختلفنا فيه من الحق بإذنه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فهد العلواني




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 23/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصف الاول ثانوي / 4   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2009 2:45 am

----------------
(1) سورة التوبة : 29 .
(2) الجامع لأحكام القرآن (8/114)، المغرب في ترتيب المعرب (1/143)، وانظر مختار الصحاح (1/44).
(3) سورة التوبة : (29) .
(4) الجامع لأحكام القرآن (8/72).
(5) انظره في إرواء الغليل ح (1255).
(6) رواه الترمذي في سننه ح (623)، وأبو داود في سننه ح (1576)، والنسائي في سننه ح (2450)، وصححه الألباني في مواضع متفرقة ، منها صحيح الترمذي (509).
(7) مشكاة المصابيح ح (3970)، وصححه الألباني.
(Cool الممتحنة ( 8 ).
(9) رواه مسلم برقم (2553) .
(10) رواه أبو داود في سننه ح (3052) في (3/170) ، وصححه الألباني ح (2626)، و نحوه في سنن النسائي ح (2749) في (8/25).
(11) رواه البخاري ح (2295) .
(12) رواه مسلم ح (2613)
(13) الجامع لأحكام القرآن (8/115) ، وتفسير الماوردي (2/351-352).
(14) طبقات ابن سعد (1/266) .
(15) الفروق (3/14-15)
(16) الطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 266) .
(17) تاريخ الطبري (4 / 449) .
(18) انظر: تاريخ الطبري (4/ 449).
(19) فتوح البلدان للبلاذري (128) .
(20) فتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم (68) .
(21) تاريخ الطبري (2/503).
(22) المغني (9/290)، أحكام أهل الذمة (1/139).
(23) رواه البخاري برقم (1392) في (3/1356).
(24) الخراج (9).
(25) فتوح البلدان (156).
(26) فتوح البلدان (132).
(27) قوانين الأحكام الشرعية (176).
(28) اختلاف الفقهاء (233).
(29) مسند الشافعي (1/344).
(30) الجامع لأحكام القرآن (2/246).
(31) الأحكام السلطانية (143).
(32) انظر: مغني المحتاج (4/253).
(33) مطالب أولي النهى (2/602).
(34) مجموع الفتاوى (28/617-618).
(35) الفروق (3/14-15).
(36) الخراج (135) ، وانظره في: فتوح البلدان للبُلاذري ، وفتوح الشام للأذري.
(37) وانظر فتوح البلدان (210- 211).
(38) الفروق (3/14).
(39) الأموال (1/163).
(40) تاريخ مدينة دمشق (1/178).
(41) الأموال (1/170).
(42) الجامع لأحكام القرآن 8/73-74.
(43) بدائع الصنائع (7/112).
(44) قصة الحضارة (12/131).
(45) الحضارة الإسلامية (1/96

فهد سعيد علواني

1/4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يونس محمد




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 28/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: مملكة الغساسة   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالجمعة مايو 29, 2009 7:26 pm

الغساسنة إحدى قبائل العرب التي أسست إمارة قوية متحالفة مع الإمبراطورية الرومانية الشرقية المعروفة ببيزنطة أو الروم في سوريا ، يعود أصلها إلى الأزد، و أطلق عليهم الغساسنة لأنهم استقروا في(( تهــامـة)) جنوب المملكة العربية السعودية حالياً قرب عين ماء اسمها "غسان" فاطلق عليهم هذا الاسم قبل تاسيس دولتهم في الشام .

==الهجرة من جنوب جزيرة العرب في القرن الثالث للميلاد== بدأت هجرات الغساسنة من جنوب الجزيرة العربية عقب انهيار [[سد مأرب]] في [[اليمن]] وبعد [[السيل العرم]]، في أواخر الألف الأول قبل الميلاد. و كان إستقرار قبائل الغساسنة في جنوبي [[سورية]] في [[بصرى]]. ثم اصبحت عاصمتهم [[الجابية]] بمرتفعات الجولان اليوم.
==المملكة الغسانية في ظل العصر الروماني== وجد الرومان في الغساسنة حلفاء أقوياء يمكن الإعتماد عليهم في الصراع ضد الفرس الساسنيين الذين دأبوا علي تهديد الولايات الرومانية الشرقية,لذلك سمحوا للغساسنة بتكوين دولة حدودية ضمن نطاق الدولة الرومانية وكان الهدف من ذلك أن تصبح المملكة الغسانية دولة فاصلة بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفارسية. وكانوا حلفاء الروم فاشتركوا معهم في حروبهم مع [[الفرس]] وحلفائهم [[المناذرة]] العرب. * حكم الغساسنة ستمائة سنة أي من أوائل القرن الأول الميلادي إلى ظهور الإسلام وكان أول ملوكهم "جفنة بن عمرو"، وامتد سلطانهم على قسم كبير من بلاد الشام مثل [[تدمر]] و [[الرصافة]] في وسط [[سوريا]] وإلى البحر ، و كانت عاصمتهم بالجابية بالجولان . * من آثارهم صهاريج مدينة [[الرصافة]] والقصر الأبيض والأزرق وكثير من الأديرة ، ولقد التحق بالغساسنة شعراء مشهورون مثل [[لبيد بن ربيعة]] و[[النابغة الذبياني]] و[[حسان ابن ثابت]].
==فيليب العربي== يعتقد كثيرا من المؤرخين أن الإمبراطور الروماني السوري [[فيليب العربي]] هو غساني الأصل,ورغم عدم وجود دليل تاريخي علي ذلك حيث أننا لا نعرف إلا الاسم اللاتيني للإمبراطور إلا أن مسقط رأسه هي مدينة [[شهبا]] في [[سوريا]] يجعلنا نرجح أصله الغساني الآزدي.
==جبلة بن الأيهم== كان جبلة بن الأيهم ملكاً من ملوك غسان دخل إلى قلبه الإيمان فأسلم ثم كتب إلى الخليفة عمر رضي الله عنه يستأذنه في القدوم عليه سرّ عمرُ والمسلمون لذلك سروراً عظيماً,وكتب إليه عمر :أن اقدم إلينا ولك مالنا وعليك ما علينا. فأقبل جبلة في خمسمائة فارس من قومه .. فلما دنا من المدينة لبس ثياباً منسوجة بالذهب, ووضع على رأسه تاجاً مرصعاً بالجوهر,وألبس جنوده ثياباً فاخرة.ثم دخل المدينة فلم يبق أحد إلا خرج ينظر إليه حتى النساء والصبيان . فلما دخل على عمر رحَّب به وأدنى مجلسه.فلما دخل موسم [[الحج]] حج عمر وخرج معه جبلة فبينما هو يطوف بالبيت إذ وطئ على إزاره رجل فقير من بني فزارة فالتفت إليه جبلة مغضباً فلطمه فهشم أنفه . فغضب الفزاري واشتكاه إلى [[عمر بن الخطاب]] فبعث إليه فقال : ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت أخاك في الطواف فهشمت أنفه ! فقال : إنه وطئ إزاري ؟ ولولا حرمة البيت لضربت عنقه .. فقال له عمر : أما الآن فقد أقررت .. فإما أن ترضيه .. وإلا اقتص منك ولطمك على وجهك .. قال : يقتص مني وأنا ملك وهو سوقة ! قال عمر : يا جبلة .. إن الإسلام قد ساوى بينك وبينه .. فما تفضله بشيء إلا بالتقوى .. قال جبلة : إذن أتنصر .. قال عمر : من بدل دينه فاقتلوه .. فإن تنصرت ضربت عنقك .. فقال : أخّرني إلى غدٍ يا [[أمير المؤمنين]] .. قال : لك ذلك .. فلما كان الليل خرج جبلةُ وأصحابُه من [[مكة]] .. وسار إلى [[القسطنطينية]] فتنصّر.
علاقة مملكة الغساسنة والبيزنطيين == العلاقة بين الغساسنة وبيزنطه كانت لى احسن حال وكانت علاقة تكاملية ولكل من الدولتين دوره في تاريخ المنطقة وقد ساند البيزنطيين الغساسنة , وكان لمملكتهم سلطانها واهميتها , عندما غادر الملك الغساني جبلة الشام ومعه 30000 ألف غساني من [[سوريا]] حيث شدوا الرحال إلي [[الإمبراطورية البيزنطية]] التي رحبت بهم وأسكنتهم المناطق الحدودية مع العرب ,واحتلوا مكانوا عالية في الدولة بل وصل الأمر أن أحد أبنائهم تبوأ عرش الإمبراطورية وهو الإمبراطور [[نقفور]] (حكم 802-811) والذي كان أول إمبراطور بيزنطي يرفض دفع الجزية السنوية لدولة الخلافة الإسلامية. تنتسب العديد من القبائل و العوائل العربية المسيحية المعاصرة في [[سورية]] والأردن و لبنان و فلسطين إلى الغساسنة , واكبر تجمع لمن تبقى على ديانة و معتقد الغساسنة هو في مدينة [[خبب]] وبعض بلدات محافة [[درعا]] في [[سوريا]] وكذلك مدينة [[زحلة]] في [[لبنان]] بعد ان انتقلو من موطنهم في جنوب [[سوريا]] . .
نتسب العرب الغساسنة إلى قبائل الأزد، التي هاجرت من اليمن إلى بلاد الشام بعد خراب سد مأرب وذكرهم حسان بن ثابت في شعره قائلاً:

إمّــــــا ســـــــــألت فإنا معشـــــــــــر نجــــــب
الأزد نســـــــــــــبتنا والمــــــــــاء غســـــــــان

وعندما وصل الغساسنة إلى جنوب بلاد الشام، أقاموا عند قوم من عرب قضاعة عرفوا باسم بني سليخ. وقيل أن قسماً منهم أقام عند ماء يدعى غسان، فعرفوا منذئذٍ باسم الغساسنة. ويذكر المؤرخون والرواة العرب أن أول ملك غساني كان عمر بن جفنة، الذي اشتهر بانتصاراته، وبلغ عدد الملوك الغساسنة ثلاثين ملكاَ، كان آخرهم جبلة بن الأيهم.

امتد نفوذ الغساسنة حتى الرصافة قرب الرقة، التي كانت بمثابة عاصمتهم الشمالية. وتورطوا في الصراع القائم بين البيزنطيين والفرس، مما جعلهم يخوضون معارك ضد خصومهم المناذرة حلفاء الفرس.

جوستينيان
إمبراطور بيزنطة

أدرك البيزنطيون أهمية قوة العرب الغساسنة، وأنعم الإمبراطور البيزنطي جوستنيان على الحارث بألقاب عظيمة مثل «فيلارك أبطريق» ودعاء إلى قصره في القسطنطينية، فاستقبله فيها استقبالاً لائقاً بالملوك بحضور زوجه المنبجية الأصل «تيودورا»، فتركت هذه الزيارة أثرها الكبير في أوساط القصر البيزنطي.

وكان تزايد نفوذ الغساسنة، وحمايتهم أتباع عقيدة «الطبيعة الواحدة»، قد أدى إلى نزاعهم ضد البيزنطيين وهذا يفسر محاولات البيزنطيين إعطاء السلطات الكافية لحاكمسورية البيزنطي للقضاء على نفوذ الغساسنة.

وكان العرب الغساسنة يحاربون إلى جانب البيزنطيين ضد الفرس في الحرب، التي انتهت عام 531م بهزيمة الروم وأسر أحد قادة العرب (عمرو) قرب قنسرين شمال بلاد الشام. وبعد معركة قنسرين بمدة قصيرة، تجددت الحرب بين ملك الغساسنة الحارث بن جبلة وملك المناذرة «المنذر بن ماء السماء» بسبب التنافس على سيادة قبائل بادية تدمر، مما أشعل من جديد الحرب بين بيزنطة وفارس.

كان الحارث بن جبلة عام 541م، يحارب في العراق إلى جانب الروم البيزنطيين بقيادة بليساريوس. وفي عام 544م تجددت الحرب بين المنذر، ملك الحيرة والحارث بن جبلة، ملك الغساسنة. وقد أسر أحد أولاد الحارث، وقدم قرباناً للربة «العزى/أفروديت» وكانت الهدنة بين البيزنطيين والساسانيين، قائمة وقتئذٍ. وفي عام 544م حدثت معركة كبرى بين الخصمين، عُرفت باسم يوم حليمة.

كان الغساسنة قد تأثروا بالديانة المسيحية، واشترك ملوكهم في الخلافات الكنسية حول طبيعة السيد المسيح. وكانوا من أتباع عقيدة الطبيعة الواحدة (المنوفيزيين)، ويعود إلى الغساسنة فضل تعيين يعقوب البرادعي وغيره، أسقفاً في ولاية الشام، مما دعم موقف القائلين بالطبيعة الواحدة.

نال الحارث بن جبلة شهرة كبيرة، ونسب إليه الرواة كل عمل عظيم، وقد امتد حكمه حتى وفاته عام 569م أو 570م نحو أربعين عاماً، فخلفه ابنه المنذر بن الحارث، الذي بدأ حكمه بصدّ غارات المناذرة عن بلاده، فهزم المناذرة وملكهم قابوس في معركتين عام 570م، إحداهما قرب الحرية عاصمة المناذرة وذلك في فترة جفاء بين الغساسنة والروم البيزنطين، مما جعل البيزنطيين يعقدون صلحاً مع المنذر في مدينة الرصافة. وفي عام 580م، قام المنذر بزيارة رسمية إلى القسطنطينية استُقبل فيها استقبالاً لائقاً وقد أنعم الإمبراطور عليه بتاج ملكي.

ولكن العلاقات بين الغساسنة والبيزنطيين ساءت من جديد، وتمكن البيزنطيون من خداع المنذر واعتقاله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يونس محمد




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 28/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: وتابع   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالجمعة مايو 29, 2009 7:31 pm

==وصلات خارجية==
*''' [[قائمة قبائل العرب]]'''

[[تصنيف:قبائل عربية]]
[[تصنيف:قبائل العرب في الجاهلية]]
[[تصنيف:دول سابقة في آسيا]]
[[تصنيف:تاريخ سوريا]]
[[تصنيف:تاريخ العرب]]
[[تصنيف:ممالك عربية]]
[[تصنيف:عرب مسيحيون]]
[[تصنيف:غساسنة]]
[[تصنيف:شعوب عربية قديمة]]
[[تصنيف:قبائل قحطانية]]
[[تصنيف:قبائل أزدية]]


الطالب / يونس محمد ياسين محمد إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يونس محمد




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 28/05/2009

الصف الاول ثانوي / 4 Empty
مُساهمةموضوع: وتابع   الصف الاول ثانوي / 4 I_icon_minitimeالجمعة مايو 29, 2009 7:32 pm

فصل : 1/4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصف الاول ثانوي / 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصف الاول ثانوي / 1
» الصف الاول ثانوي / 2
» الصف الاول ثانوي / 3
» الصف الاول ثانوي / 5
» الصف الاول ثانوي / 6

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التاريخ :: الطلاب :: الاعمال والواجبات والتكليفات-
انتقل الى: